الأربعاء 2018/09/05

تغريم مصر 2 مليار دولار في النزاع حول الغاز الطبيعي

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقريرا، قالت فيه إن هيئة تحكيم دولية، أصدرت قرارا يقضي بتغريم مصر بدفع مبلغ ملياري دولار، لفائدة مشروع مشترك يضم شركتين إسبانية وإيطالية، على خلفية توقف إمدادات الغاز نحو وحدة إسالة تابعة له بدمياط.

وقالت الصحيفة، في تقريرها إن حكما قد صدر بدفع مبلغ 2 مليار دولار لفائدة الكونسورتيوم المكون من شركتي ناتورجي الإسبانية وإيني الإيطالية، في إطار تسوية بينها وبين مصر حول إمدادات الغاز.

وقد أصدرت هذا الحكم هيئة تحكيم تابعة للبنك الدولي، في خطوة يمكن أن تسرع باستئناف تصدير مصر للغاز الطبيعي المسال.

وذكرت الصحيفة إن هذا الحكم الصادر عن المركز الدولي لتسوية نزاعات الاستثمار، يأتي بعد أن أوقفت مصر إمدادات الغاز نحو مصنع الغاز الطبيعي المسال في دمياط، التابع لكونسورتيوم إنيون فينوزا غاز، في وقت واجهت فيه البلاد نقص في موارد الطاقة على إثر الأزمة السياسية التي عصفت بها إثر الربيع العربي.

وأشارت الصحيفة إلى أن إنيون فينوزا غاز رفعت دعوى قضائية أمام المركز الدولي لتسوية نزاعات الاستثمار، في 2014، وقد توصلت هذه الهيئة التحكيمية في  الإثنين إلى أنها من خلال وقفها إمداد الغاز، فشلت مصر في توفير معاملة عادلة ومنصفة لهذه الشركة، وهو ما يتعارض مع اتفاقية حماية الاستثمار الثنائية المبرمة بين إسبانيا ومصر.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على هذا النوع من القضايا، أن مبلغ التسوية، وقدره 2 مليار دولار، سوف تدفعه مصر في شكل إمدادات غاز جديدة نحو مصنع دمياط، ولن تدفعه نقدا.

وقالت الصحيفة إن شركة ناتورجي، المعروفة سابقا باسم "غاز ناتورالي فينوزا"، ذكرت في بيان لها أن مبلغ التسوية سوف يمكنها من التوصل لاتفاق شامل مع مصر، لاستئناف ضخ الغاز نحو المصنع، بعد أن توقف لمدة أربع سنوات.

وفي سياق آخر، ذكرت الصحيفة أن مصر كانت تمثل موردا هاما للغاز الطبيعي المسال خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه من المنتظر أن تستأنف تصديرها لهذه المادة في المستقبل، على إثر مجموعة من الاكتشافات الهامة لحقول غاز طبيعي، من بينها حقل زهر العملاق، الذي اكتشفته إيني الإيطالية في المياه المصرية في البحر الأبيض المتوسط.

وأوضحت الصحيفة إن الغاز الطبيعي المسال أصبح قطاعا ذو تنافسية عالية، منذ أن انسحبت منه مصر، بعد أن انطلقت الصادرات من الولايات المتحدة، وارتفع أيضا نصيب أستراليا في السوق العالمية، ليتحول هذا الغاز شديد البرودة إلى قطاع حيوي.

وأكدت الصحيفة أن إنتاج الغاز الطبيعي المسال من المنتظر أن يرتفع بنسبة 50 في المائة بين 2015 و2020 ،ولكن الزيادة السريعة في الطلب من الصين وبقية الأسواق الصاعدة، تجعل من المستبعد أن تصاب الأسواق بالتخمة.