الأثنين 2020/01/20

بلومبيرغ: هل أفشل حفتر مؤتمر برلين؟

نشر موقع “بلومبيرغ” تقريرا عن مؤتمر برلين وأشار فيه إلى أمير الحرب الليبي خليفة حفتر الذي بات معضلة من الصعب السيطرة عليها.

وتحت عنوان “الرجل الذي أوقف إنتاج النفط أصبح عصياً على السيطرة”، جاء فيه: “لا أحد يبدو أنه قادر على التفاهم مع خليفة حفتر، حتى لو كانت فكرة جمع عدد من الرموز الثقيلة للضغط عليه وتركيع الجنرال العسكري الليبي البالغ من العمر 76 عاما فهي لم تنجح على ما يبدو”.

فعشية مؤتمر برلين الدولي يوم الأحد، نفذ حفتر تحذيراته التي يتحدث عنها منذ أشهر وشل القطاع النفطي من خلال وقف نصف الإنتاج. وحدث هذا بعد أقل من أسبوع عندما غادر موسكو بدون التوقيع على اتفاق اقترحته روسيا لوقف إطلاق النار في الحرب الليبية المستمرة، وفي الوقت الذي اتفق القادة في برلين على ضرورة تشكيل لجنة من الطرفين للتفاوض في جنيف، حيث طلب من رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني فائز السراج وحفتر اقتراح خمسة أسماء لهذا الغرض.

ولكن الورقة الصعبة تظل حفتر الذي أصبح بارعاً في استخدام نفوذه في وقت تورطت فيه القوى الدولية بليبيا. ويثير عناده غضب كل من روسيا وتركيا حيث يدعم كل منهما طرفي في النزاع. فقد دعم فلاديمير بوتين حفتر الذي يسيطر على شرق ليبيا ويحاول دخول العاصمة طرابلس، أما تركيا فدعمت حكومة الوفاق في طرابلس.

ويقول الموقع الأمريكي إن الزعيمين استفادا من الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة بانسحابها من منطقة الشرق الأوسط، وحاول كل طرف رسم مجال للتأثير له. ومع ذلك فقد اتفقا على جمع المتنافسين وتقسيم الغنائم فيما بينهما، ولم تسر الخطة عندما وقع السراج ورفض حفتر، وصرح أردوغان قبل خمسة أيام أنه سيلقن حفتر "درساً لن ينساه".

وتغيرت الحسابات في الحرب المتعددة الوجوه، ولكنها تغيرت بالنسبة لبوتين أكثر من حفتر. وأدى دخول أردوغان بقوة إلى الملف لإجبار القوى الدولية على التعامل مع ليبيا كأولوية دبلوماسية حسب جلال الحرشاوي، الخبير بالشأن الليبي في معهد كلينغيديل بهولندا. وقال: “كان مثل دمل انفجر فجأة”. ولكن دخول تركيا أضاف دفعة للأوروبيين للتدخل وحل الأزمة أو إظهار أنهم يقومون بعمل ما بعد عقد من الغارات الجوية التي شنها حلف الناتو وأطاحت بنظام معمر القذافي.

وتريد فرنسا وألمانيا منع المهاجرين والمتمردين الإسلاميين من عبور البحر المتوسط إلى أوروبا. ولدى تركيا التي أصبح لديها دور واسع في سوريا وليبيا القدرة على منع تدفق المهاجرين.

وكانت هذه هي الخلفية لدعوة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والتي تحركت وبقوة لجمع الدول ذات العلاقة، ولديها رهانات في ليبيا إلى برلين. إلا أن حفلة كهذه تجمع المتنافرين عادة ما تكون فاشلة منذ اللحظة الأولى. ففي اجتماع برلين تم إبعاد السراج، 59 عاما، عن حفتر، حيث حضرا اجتماعات مختلفة وأقاما في فنادق منفصلة. ولم تنجح الجهود للجمع بينهما وهي كثيرة. فالرجلان مختلفان في كل شيء، فحفتر هو رجل عسكري خدم القذافي وهرب منه وعاش في المنفى ليعود عندما أطيح به. أما السراج فهو مهندس معماري ولطالما عبر عن يأسه من الأوروبيين الذين تركوا ليبيا لمصيرها.

وقال في مقابلة مع صحيفة ببرلين: “أين كنتم؟” و”لماذا لم تبادروا فقد كان الميدان مفتوحا لكم”. ولكن حفتر أبدى غموضاً فبعد تحرك قواته نحو موانئ النفط ارتفعت أسعاره في آسيا، ومن المتوقع أن يخفض حصاره لها إنتاج النفط الليبي بـ800.000 برميل في اليوم.

ويقول الموقع إن حضوره كان بارزاً في قاعة الاجتماع وإن لم يكن فيها. وانتشرت شائعات أثناء تحضير وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو نفسه لمغادرة برلين أن حفتر سيغادر هو الآخر.

وجاءت الشائعة لتصوير جرأة حفتر الذي غادر موسكو بدون مقابلة بوتين. وقالت ألمانيا التي استضافت المؤتمر إنه لا حفتر أو السراج مشاركان رسميان بالمؤتمر.

والتقت ميركل بكل واحد منهما على حدة صباح المؤتمر. ولم يثر هذا إعجاب المعسكر الأمريكي. فعدم القدرة على الجمع بينهما وجها لوجه يعني ألا شيء تغير، وذلك بحسب مسؤول أمريكي.

وبدا حس الإحباط والعجز واضحاً في تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي قال أمام عدسات التلفزيون: “يا ناس، لقد مضى وقت طويل” و”هذا عار، نعم لقد تخلصنا من القذافي في عام 2011 وحان الوقت للتحرك”.

وفي بيانها الختامي قالت ميركل إنه “لا وهم لديها من صعوبة التقدم للأمام”. وبدوره قال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي: “بدا من الواضح أنه من الصعب بناء حوار جدي بينهما”، مضيفاً أن “الخلافات في النهج واسعة جداً”.