الأربعاء 2020/08/19

بلومبيرغ: اختراق تويتر متصل باعتقالات نفذتها السعودية ضد معارضين

كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن عمليات الاختراق التي تعرض لها تويتر قبل 5 سنوات أوصلت السعودية إلى بيانات استخدمتها لاعتقال أشخاص منتقدين لحكومتها.

وقالت الوكالة إنه وفقاً لدعاوى قضائية ومنظمات حقوقية، فقد استخدمت السعودية عمليات الاختراق تلك لمضايقة أو اعتقال أشخاص منتقدين للحكومة.

وأضافت أنه في 2015 ورد أن سعوديين اثنين من موظفي تويتر تمكنا من اختراق أكثر من 6000 حساب أثناء عملهم التجسسي لصالح الرياض.

وبحسب الوكالة، فإن بعض تفاصيل الحادثة كشف عنها الادعاء العام الأمريكي الذي وجه اتهامات للرجلين، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وتم الكشف عنها أيضاً من قبل دعاوى قضائية رفعها أشخاص قالوا إن حساباتهم على تويتر كانت من بين تلك التي تم اختراقها.

وأوضحت الوكالة الأمريكية أن الناشط السعودي "عبد الرحمن السدحان" كان ضحية لتجسس السلطات السعودية على حسابات معارضين بالخارج.

ونقلت "بلومبيرغ" عن "أريج" شقيقة "السدحان" أن أخاها كان يدير حساباً على تويتر واعتقله الأمن السعودي في مارس/ آذار الماضي.

ولفتت أريج إلى أن أخاها كان له نشاط في قضايا حقوق الإنسان ويدير حساباً على تويتر بهوية مجهولة، وأرجعت سبب اختفائه إلى الأنشطة التي يقوم بها جواسيس تويتر.

وقال أريج إن شخصاً على اطلاع بالتحقيق الأمريكي أبلغها بأن حساب أخيها الذي يتابعه الآلاف تم اختراقه.

ووفق بلومبيرغ، فإن العديد من منظمات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط حددت ستة مواطنين سعوديين تعرضوا للاعتقال، كانوا يستخدمون حسابات مجهولة أو تحت أسماء مستعارة على تويتر، تنتقد الحكومة.

في خمس من تلك الحالات على الأقل، يشير توقيت هذه الاعتقالات واختراق تويتر إلى أنهما متصلان، بحسب جمال عيد، المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، المنظمة الحقوقية التي ترصد انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة، وتتخذ من مصر مقراً لها.

عيد قال: "أعتقد أن جميعهم اعتقلوا نتيجة اختراق تويتر"، الذي نفذه الجاسوسان المزعومان داخل الشركة، مضيفاً أن هذه الاعتقالات أثارت "قلقه البالغ" على مصير النشطاء في البلاد. وأضاف: "السعودية تنفق ملايين الدولارات على التجسس الرقمي واختراق حسابات المدافعين عن حقوق الإنسان والمنتقدين والمعارضين".

معارضان سعوديان آخران، أحدهما في كندا والآخر في الولايات المتحدة، قالا في دعاوى قضائية إن حساباتهما على تويتر كانت من بين الحسابات المستهدفة من الجاسوسين المزعومين داخل الشركة، وقالا إن هذا عرّضهما أو عرّض أصدقاءهما في السعودية للخطر.

يُشار إلى أنه في أغسطس/آب عام 2017، وجه سعود القحطاني، أحد أقرب مستشاري ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آنذاك، تحذيراً على حسابه الخاص الموثّق على تويتر لحسابات تويتر مجهولة: "هل يحميك الاسم المستعار من القائمة السوداء؟ لا".

القحطاني أوضح أن الحكومات يمكنها اكتشاف الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يستخدمون تويتر تحت أسماء مستعارة.

في الشهر الماضي، تعرض موقع تويتر لخرق للبيانات، ما سبّب حرجاً للموقع حيث تم اختراق 130 حساباً، بما في ذلك حسابات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والمرشح الأمريكي للرئاسة جو بايدن.

وتم اتهام شخص يبلغ من العمر 17 عاماً من فلوريدا بأنه العقل المدبر، وتم القبض على اثنين آخرين لدورهم في العملية.