الأربعاء 2015/09/09

بدء جلسة الحوار الوطني في لبنان ومحتجون يرشقون مواكب السياسيين المشاركين بالبيض

بدأت اليوم الاربعاء جلسة الحوار الوطني التي دعا إليها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري رؤساء الكتل النيابية والقوى السياسية لبحث ازمة الفراغ الرئاسي وقانون انتخابات جديد بالاضافة الى باقي الازمات التي تعاني منها البلاد وابرزها تراكم النفايات.

وأغلقت القوى الامنية اللبنانية جميع الطرقات المؤدية الى مقر البرلمان في ساحة النجمة بوسط بيروت حيث تعقد الجلسة وسط انتشار ناشطي مجموعات المجتمع المدني على مختلف المداخل، حيث رشقوا بعض مواكب المشاركين في الحوار بالبيض والبندورة في محاولة لمنعهم من الدخول.

ويشارك في الحوار أبرز قادة الكتل النيابية والقوى السياسية من قوى 8 آذار المؤيدة للمحور الايراني – السوري و14 آذار الداعمة للثورة السورية، مع مقاطعة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، بينما تغيب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري لأسباب امنية، بحسب مصادر أمنية.

ويشهد لبنان منذ 22 آب/اغسطس الماضي تظاهرات مستمرة، ابرزها تظاهرتي 22 و29 آب/اغسطس بدعوة من هيئات المجتمع المدني وابرزها "طلعت ريحتكم"(في اشارة الى ان رائحة فساد المسؤولين السياسيين تشبه رائحة النفايات المتراكمة في الشوارع)، حيث شارك عشرات آلاف المواطنين في التظاهرات وسط بيروت في ساحتي "الشهداء" و"رياض الصلح" رفضا لفساد كل القوى السياسية من دون استثناء.

وأدى العنف المستخدم من قبل القوى الامنية إلى وقوع عشرات الاصابات بالاضافة الى اعتقالات طالت البعض.

وعقدت 27 جلسة حوار منذ انطلاق الحوار الوطني بدعوة من بري في 2006، وانقسمت الى ثلاث مراحل.

وانعقدت الجلسة الاولى في البرلمان في آذار/مارس 2006 واستمرت المرحلة الاولة اربعة اشهر، ثم توقف الحوار مع حرب اسرائيل على البلاد في تموز/يوليو – آب/اغسطس 2006، قبل أن يلتئم مجددا بمسمى "هيئة الحوار الوطني" في القصر الرئاسي برئاسة رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان في 2008 وحتى 2014.

وابرز ما نتج عن الحوار "اعلان بعبدا" الذي ركّز على "حياد لبنان وعدم مشاركة احد الاطراف في قتال خارج البلاد"، وتعد جلسة اليوم الاولى من المرحلة الثالثة.

وبقيت معظم قرارت جلسات الحوار حبرا على ورق من دون التزام كامل من قبل الاطراف بما اتفقوا عليه وهذا ما يجعل امكانية المراهنة عليها لتحقيق تغيير ضعيفا، بحسب مراقبين.

وقال رئيس الحكومة تمام سلام في تصريح امام الصحافيين قبل دخوله قاعة جلسة الحوار التي ما زالت مستمرة حتى الساعة 10.45تغ، انه يأمل أن تؤدي الجلسات الى حل مشكلات البلاد.

وكشف سلام انه دعا الحكومة الى جلسة طارئة عند الخامسة من بعد ظهر اليوم الاربعاء لبحث مسألة النفايات.

يذكر أن أزمة النفايات في بيروت، هي المحرك الرئيس للاحتجاجات الحالية في العاصمة، حيث دخلت شهرها الثاني في ظل غياب الحلول الجذرية، وتزايد مخاوف اللبنانيين من إعادة انتشارها في شوارع وأزقة العاصمة، مع اعتماد الدولة حلولا مؤقتة، تقضي بنقل النفايات من الحاويات الكبرى إلى مكبات مؤقتة، تهدد الصحة العامة، بحسب مصادر طبية.