السبت 2020/03/07

بأمر الملك.. رويترز تكشف أسرار اعتقال الأمراء السعوديين

كشفت وكالة رويترز أسرار اعتقال أمراء سعوديين بارزين بينهم الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، والأمير محمد بن نايف، ابن شقيق العاهل السعودي.

وقالت الوكالة نقلاً عن "مصادر مطلعة" إن اعتقال جاء "بدعوى التخطيط لانقلاب"، ونقلت عن مصدرين أن احتجاز الأمير محمد بن نايف وأخيه غير الشقيق نواف تم أثناء وجودهما في مخيم خاص بالصحراء يوم أمس الجمعة.

وقال المصدر إن ولي العهد الأمير محمد "اتهمهم بإجراء اتصالات مع قوى أجنبية، منها الأمريكيون وغيرهم، لتنفيذ انقلاب".

وأضاف: "عزز الأمير محمد بن سلمان بهذه الاعتقالات قبضته على السلطة بالكامل. انتهى الأمر بعملية التطهير هذه"، مشيراً إلى أنه لم يعد أمامه الآن أي منافسين يمكن أن يعترضوا على اعتلائه العرش.

وصرح مصدر آخر بأن الأمراء متهمون "بالخيانة".

وذكر المصدر أن الملك سلمان وافق على عملية الاحتجاز الأخيرة، وقال "وقّع الملك على أمر الاعتقالات". وأضاف أن الملك يتمتع بحالة عقلية ونفسية جيدة.

وأثار محمد بن سلمان (34 عاماً) استياء بين بعض الفروع البارزة للأسرة الحاكمة بسبب تشديد قبضته على السلطة. وذكرت مصادر أن بعض منتقديه شككوا في قدرته على قيادة البلاد بعد أن قتلت عناصر سعودية الصحفي البارز جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018 وبعد أكبر هجوم على البنية التحتية النفطية بالمملكة والذي وقع العام الماضي.

وقالت المصادر إن أفراداً من الأسرة المالكة يسعون لتغيير ترتيب ولاية العرش ويعتبرون الأمير أحمد، شقيق الملك سلمان الأصغر والوحيد الباقي على قيد الحياة، خياراً ممكناً يمكن أن يحظى بدعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية.

ملك يناصر ابنه:

يقول سعوديون مطلعون ودبلوماسيون غربيون إن من غير المرجح أن تعارض الأسرة ولي العهد في حياة الملك البالغ من العمر 84 عاماً، إدراكاً منها بأن من المستبعد أن ينقلب على ابنه المقرب الذي أوكل إليه معظم مهامّ الحكم.

أما الأمير أحمد، فقد تجنب إلى حد كبير الظهور في مناسبات عامة منذ عودته إلى الرياض في أكتوبر تشرين الأول عام 2018 بعد أن أمضى شهرين ونصف الشهر في الخارج، وقال متابعون للشأن السعودي إنه لم يبدر عنه ما يدل على استعداده لتولي المُلك. وخلال رحلة الأمير أحمد للخارج بدا أنه ينتقد القيادة السعودية أثناء رده على محتجين تجمعوا أمام مقر إقامة في لندن وكانوا يهتفون بسقوط أسرة آل سعود.

وقالت مصادر في وقت سابق إن الأمير أحمد كان واحداً من ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أعضاء أسرة آل سعود الحاكمة، عارضوا انتقال ولاية العهد للأمير محمد بن سلمان عام 2017.

وأضافت تلك المصادر أن تحركات الأمير محمد بن نايف تخضع لقيود ومراقبة منذ ذلك الحين.