السبت 2020/01/25

“المنشق”.. وثائقي يعيد “اغتيال خاشقجي” إلى الأضواء

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على فيلم وثائقي عن الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بعنوان "المنشق"، والذي أخرجه المخرج الحائز على جائزة الأوسكار برايان فوغل، وعرض أمس في مهرجان صندانس السينمائي الأمريكي.

الفيلم الذي شاهدته واشنطن بوست، وقالت إن من شأنه التأثير على العلاقات الأمريكية ـ السعودية، يأتي فيما نشرت الأمم المتحدة استنتاجاتها حول الاختراق السعودي لهاتف يمتلكه مؤسس أمازون ومالك الواشنطن بوست جيف بيزوس. أحد هؤلاء المحققين، أنيس كالامارد، الذي تمت مقابلتهم في الفيلم، يعتبر هذا مجرد بداية لتأثيره.

معدة التقرير، المحقق الأممية آنياس كالامارد قالت للصحيفة عن الفيلم: "إنه أقوى بكثير من أي تقرير أستطيع أن أكتبه فيما يتعلق بتسليم القصة إلى عدد كبير من الناس".

مخرج الفيلم فوغل من جانبه قال: "هذه قصة نظام قمعي وصحفي مقتول، خطيبة تنتظر الحب، وتواطؤ أمريكي".

يروي فيلم "المنشق" تلك القصة، إلى جانب البحث المعقد عن الحقيقة منذ 16 شهرًا من اغتيال خاشقجي في أكتوبر/ تشرين الأول 2018.

ويحتوي على كثير من التفاصيل من المحققين الأتراك الذين يروون كيف تم ارتكاب القتل والتستر عليه، ومقابلات على الكاميرا مع شخصيات مثل خطيبة خاشقجي التركية، خديجة جنكيز، وقصة موازية لمعارض سعودي هو عمر عبد العزيز اللاجئ في مقاطعة كيبيك بكندا.

يظهر في الفيلم صحفي "واشنطن بوست" الكاتب ديفيد إغناتيوس، وكبير المراسلين شين هاريس، والناشر فريد ريان. وقد أكد فوغل أن الصحيفة لم يكن لها دور مالي في الفيلم.

في قسم أخير من الفيلم يهتم المخرج بالشركات الأمريكية التي تواصل العمل مع المملكة العربية السعودية، مع إبراز دور المصالح التجارية الغربية في تمكين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، المتهم بإعطاء أمر قتل خاشقجي، الذي قتل بطريقة وحشية وتم تقطيع جثته، التي لم يتم العثور عليها.

ويعرض الفيلم مقابلات مكثفة مع عمر عبد العزيز، الناشط السعودي المعارض، والذي يبلغ من العمر 28 عامًا، المقيم بكندا وكان على تواصل بخاشقجي، وكانا ينسقان لإطلاق مشروع "النحل الإلكتروني" لمواجهة الذباب الإلكتروني السعودي المدعوم من الرياض، والذي كان يستهدف خاشقجي.

ويروي عبد العزيز كيف ألقى عملاء ولي العهد أصدقاءه وأقاربه في السجن في محاولة لحمله على العودة إلى المملكة، أو زيارة إحدى قنصلياتها.

ويأمل مخرج الفيلم فوغل أنه مع عرض الفيلم في جميع أنحاء العالم، ستشعر الشركات مرة أخرى بالضغط للتراجع عن الشراكات مع الدولة الغنية بالنفط. لكن الضغط يمكن أن يكون في الاتجاه الآخر، أي على الشركات ألا تتعامل مع الفيلم، ومن بينها شركة "نيتفلكس"، التي قامت العام الماضي، بسحب حلقة من عرض الكوميدي المسلم الأمريكي حسن منهاج "باتريوت أكشن" بعد ضغوط من الحكومة السعودية.

وذكرت الصحيفة أن الشرطة رفضت طلبها للتعليق.