الثلاثاء 2020/07/21

الكاظمي من طهران: علاقات بغداد الخارجية تعتمد التوازن

التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في طهران، الثلاثاء، بالرئيس الإيراني حسن روحاني، والمرشد الإيراني علي خامنئي، مؤكدا، في أول زيارة رسمية له إلى الخارج منذ توليه منصبه في مايو الماضي، على أن سياسة العراق تبنى على حسن النية، وعلاقات بغداد الخارجية تعتمد التوازن.

وقال روحاني خلال مؤتمر جمعه بالكاظمي، إنهما ناقشا "توسيع العلاقات التجارية ومحاربة فيروس كورونا المستجد والجهود المبذولة لضمان الاستقرار الإقليمي".

وتريد إيران، بحسب روحاني "توسيع العلاقات التجارية الثنائية إلى 20 مليار دولار"، إذ يعد العراق إحدى الوجهات الرئيسية للصادرات الإيرانية غير النفطية، لكن التجارة الثنائية تراجعت مع إغلاق الحدود موقتاً بسبب جائحة كوفيد-19.

وخلال المؤتمر، طالب روحاني بـ"تكريم قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس"، فيما لم يعلق رئيس الوزراء العراقي على هذا الطلب، لكنه قال إن "العراق وقف مع إيران في أزمتها الاقتصادية"، مضيفا أن "السياسة في العراق تبنى على حسن النية".

ولفت الكاظمي إلى أن "علاقات العراق الخارجية تعتمد على مبدأ التوازن والابتعاد عن أي محاور"، متعهدا بعدم السماح لأي تهديد لإيران بالانطلاق من الأراضي العراقية.

والتقى الكاظمي بالمرشد الإيراني، عقب حفل استقبال رسمي قالت إيران إن "تغييرات أجريت عليه ليتلاءم مع الإرشادات الصحية الخاصة بالتعامل مع فيروس كورونا".

وشهد لقاء الكاظمي وخامنئي انتقادات لطريقة وقوف الكاظمي أمام المرشد الإيراني، والتي قال عنها إيرانيون إنها تبين "عظمة خامنئي".

وتكافح إيران لاحتواء تفشي وباء كورونا، الذي تعد الأكثر تضرراً به بين بلدان الشرق الأوسط مع أكثر من 14600 وفاة وأكثر من 278,800 إصابة.

ويضم الوفد العراقي وزراء الخارجية والمالية والصحة والتخطيط، بالإضافة إلى مستشار الكاظمي للأمن القومي، وقد التقى بعضهم بنظرائهم الإيرانيين.

وكان من المقرر أن يزور رئيس الوزراء العراقي السعودية، الخصم الإقليمي لإيران، الاثنين قبل التوجه إلى طهران، لكن زيارته إلى الرياض تأجلت بسبب دخول الملك سلمان إلى المستشفى.

وكان يفترض أن تحصل الزيارتان وفق تعاقب يضمن لرئيس الوزراء العراقي لعب دور متوازن قد يتيح له القيام بوساطة محتملة بين الرياض وطهران.

وقبل زيارته، استقبل الكاظمي في بغداد الأحد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

وتشهد المنطقة توتراً متفاقماً أطرافه المملكة العربية السعودية وحليفها الأميركي من جهة، ومن جهة ثانية إيران المتهمة، من بين أمور أخرى، بالرغبة في بسط نفوذها في المنطقة.

ويشكل العراق بصورة متكررة مسرحاً للتوتر بين إيران والولايات المتحدة، وكلاهما تربطهما علاقات وثيقة مع بغداد.

وقد تولى الكاظمي منصب رئيس الوزراء في مايو بعد ما يقرب من أربع سنوات كرئيس للمخابرات العراقية. ويُشاع أنه يحظى بتقدير أجهزة المخابرات الإيرانية والدوائر الحكومية في طهران، كما يحظى بتقدير واشنطن، التي من المقرر أن يزورها بحلول أوائل أغسطس لمواصلة الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة التي تنشر قوات في هذا البلد.

وقد ازداد نفوذ طهران في بغداد من خلال الميليشيات المسلحة التي تدعمها، والتي تهدد بتقويض الاستقرار الهش، الذي تحقق بعد طرد تنظيم داعش من مناطق واسعة كانت تسيطر عليها في البلاد.