الثلاثاء 2020/02/11

الغارديان: كيف تسيطر ميليشيا حميدتي على الذهب السوداني وما دور الإمارات؟

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تحقيق مطول مدعوم بالصور والوثائق، أول أمس الإثنين، أن قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي تسيطر على مناجم عدة للذهب في دارفور ومناطق سودانية أخرى، مشيرة إلى دور إماراتي في استيراد هذا الذهب.

وجاء في تحقيق الصحيفة أن حميدتي أصبح أحد أغنى رجال السودان، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على منجم جبل عامر للذهب في دارفور منذ عام 2017، كما تسيطر على ثلاثة مناجم أخرى على الأقل في جنوب كردفان وغيرها، مما يجعل حميدتي وقواته لاعبين رئيسيين في الصناعة الأكثر ربحا بالسودان.

وكشفت الغارديان أن شقيق حميدتي عبد الرحيم دقلو وأبناءه يملكون شركة الجنيد التي تعد إحدى أهم شركات التنقيب عن الذهب، وأن عبد الرحمن البكري نائب حميدتي هو المدير العام للشركة.

وأضافت الصحيفة أن العلاقة بين الذهب السوداني والأثرياء الأجانب وقوات الدعم السريع تقلق المراقبين، إذ تعتقد منظمة “غلوبال ويتنس” التي كشفت عن هذه العلاقة، أن قوات الدعم السريع بقواتها العسكرية واستقلالها المالي تشكل تهديدا لانتقال السلطة والديمقراطية في السودان.

وأشارت المنظمة إلى وثائق مصرفية بحوزتها تثبت الاستقلالية المالية لتلك القوات، من خلال حساب مصرفي في بنك أبوظبي الوطني في الإمارات.

وبحسب تحقيق الغارديان، فإن الإمارات هي أكبر مستورد للذهب السوداني في العالم، إذ استوردت 99.2% من الصادرات، وفقا لبيانات التجارة العالمية لعام 2018. ولفتت الغارديان في هذا السياق إلى تعاقد الإمارات أيضا مع قوات الدعم السريع للقتال في اليمن وليبيا، حيث قدمت الأموال إلى تلك القوات.

وكانت رويترز نشرت في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني تقريرا يكشف عن دور حميدتي وعائلته في السيطرة على الذهب. وقالت إن شركة الجنيد تتجاوز قواعد البنك المركزي لتصدير الذهب وتبيعه للبنك المركزي نفسه بسعر تفضيلي.

وبين تقرير رويترز آنذاك أنه في الوقت الذي كان يتهم حميدتي فيه رجال الرئيس المخلوع عمر بشير بالتربح على حساب الشعب، كانت شركة الجنيد تنقل سبائك ذهب بملايين الدولارات إلى دبي.

وقال مسؤولون حاليون وسابقون ومصادر من قطاع الذهب أن في عام 2018، عندما كان الاقتصاد السوداني ينهار، أطلق البشير يد حميدتي في بيع الذهب أغلى مورد طبيعي في السودان عن طريق مجموعة الجنيد.

وبينت نحو ستة مصادر أن مجموعة الجنيد كانت في بعض الأحيان تتجاوز قواعد البنك المركزي المنظمة لتصدير الذهب وفي أحيان أخرى كانت تبيعه للبنك المركزي نفسه بسعر تفضيلي.