الأثنين 2020/10/26

الغارديان: السودانيون تعرّضوا لـ”الابتزاز” بدل المكافأة!

نشرت صحيفة الغارديان مقالاً لـ"نسرين مالك" بعنوان "السودانيون يتعرضون للابتزاز كمكافأة على ثورتهم".

تقول نسرين إن "القليل من دول العالم فقط تعرضت لكمٍّ من العقوبات مماثل لما تعرض له السودان بعدما وصل الرئيس المخلوع عمر البشير للحكم بانقلاب عسكري عام 1989 حيث تعرضت البلاد لانعزال تدريجي عن بقية العالم، وما تلا ذلك من عقوبات اقتصادية بعد اتهام الخرطوم برعاية الإرهاب وإدراجها على قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب.

وتوضح "نسرين" أن الخرطوم جعلت نفسها أيقونة لانتهاك حقوق الإنسان بحيث أصبحت "مَعلَماً" أمام كبار ممثلي هوليوود وشبكة اللوبيات الكبيرة في واشنطن فكلما اقتربت الأمور من الحلحلة ضغطوا بشدة لإبقاء الخرطوم على قائمة الدول الراعية للإرهاب والعقوبات المترتبة على ذلك وهي العقوبات التي لم تؤلم البشير ولا المقربين منه لكنها آلمت السودانيين فقط.

وتقول: "العالم تذكّر السودان العام الماضي عندما تمكّنت ثورة ملحمية من الإطاحة بالبشير وهو ما جاء بكلفة كبيرة بعد قتل الكثيرين خلال المواجهات مع قوات الأمن لكن النتيجة كانت تستحق، فالإحساس السائد في الشارع يرى أن الدماء وانعدام الاستقرار الاقتصادي والمخاطر السياسية كلها تستحق، فقط لو تمكن السودانيون من تحقيق ديمقراطية تحفظ لهم كرامتهم".

وترى نسرين أن مقابل كل ذلك يجد السودانيون أنفسهم مضطرين لدفع أكثر من 330 مليون دولار للولايات المتحدة مقابل رفع البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب على اعتبار أن ذلك يوفر العدالة لأسر الأمريكيين علاوة على اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل الذي بدأ بالفعل في إثارة الغضب الداخلي، مضيفة أن الولايات المتحدة استمرت في التنمر على دولة ليس من المتوقع أن تحظى إسرائيل بالكثير من الفوائد عبر التبادل التجاري أو العلاقات السياسية معها لكن الأمر يندرج ضمن "بناء زخم بين الدول العربية" المطبّعة مع إسرائيل ليصبح الطريق ممهداً أمام دول إقليمية أكثر أهمية مثل المملكة العربية السعودية للانضمام إلى طابور المطبعين.

وتخلص الكاتبة بالقول: "إنها دراسة حالة حول كيفية تصميم الإطار الأخلاقي الذي يتم من خلاله صياغة قانون حقوق الإنسان وإنفاذه ليس لإحداث تغيير في النظام وسلامة وأمن الأشخاص الذين يعانون من طغاة، ولكن للاستفادة من الضحية لتعزيز مصالح أخرى".

وتختم: "يمكن للقوى الغربية أن تحافظ على تمثيلية العفة من خلال مهاجمة الدول الفقيرة ذات الأهمية الاستراتيجية الضعيفة. والثاني هو الحاجة إلى تحويل النظر بعيدا عن الحلفاء، مثل السعودية، الذين لم يكونوا في قفص الاتهام مطلقاً للإجابة على أسئلة حول رعاية الإرهاب أو قمع المعارضة الداخلية".