الأثنين 2019/09/09

 السعودية تكشف عن خطة لتخصيب اليورانيوم

قال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، اليوم الإثنين، إن المملكة تريد تخصيب اليورانيوم من أجل برنامجها لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية، ما قد يعقد المحادثات مع واشنطن بخصوص اتفاق نووي ودور الشركات الأمريكية.

وكانت مسألة تخصيب اليورانيوم نقطة شائكة مع واشنطن، ولا سيما بعد أن قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 2018 إن المملكة ستطور أسلحة نووية إذا أقدمت إيران على ذلك.

وتقول السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، إنها تريد استخدام الطاقة النووية في تنويع مزيج الطاقة لديها، لكن تخصيب اليورانيوم يفتح أيضا الباب أمام إمكانية استخدامه لأغراض عسكرية.

وقال "عبد العزيز بن سلمان" في مؤتمر بأبوظبي مشيراً إلى خطة لطرح عطاء لأول مفاعلين للطاقة النووية في المملكة: "نمضي فيه قدما بحذر... نجرب بمفاعلين نوويين".

وأبلغ الوزير السعودي مؤتمراً للطاقة في أبوظبي أن الرياض تسعى في النهاية للمضي قدما في الدورة الكاملة للبرنامج النووي بما في ذلك إنتاج وتخصيب اليورانيوم للحصول على الوقود النووي.

ومن المتوقع طرح العطاء في 2020 بينما تشارك شركات أمريكية وروسية وكورية جنوبية وصينية وفرنسية في محادثات تمهيدية بشأن المشروع الذي تقدر تكلفته بعدة مليارات من الدولارات.

وعلى الرغم من أن المفاعلات النووية تحتاج لتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تبلغ نحو خمسة بالمئة، فإن التكنولوجيا نفسها يمكن استخدامها في تخصيب المعدن الثقيل بنسبة أعلى تصلح لتصنيع الأسلحة.

ودعمت السعودية حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية لفرض "أقصى ضغط" على إيران بعد إعلانه انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم في 2015 والذي كبح برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات عنها.

ولكي يُتاح للشركات الأمريكية المنافسة على المشروع السعودي، سيتعين على الرياض توقيع اتفاق بشأن الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية مع واشنطن.

وقال مسؤول أمريكي كبير في المؤتمر إن الولايات المتحدة ترغب في توقيع هذا الاتفاق، المعروف باسم اتفاق 123. وقال "دان بروليت" نائب وزير الطاقة الأمريكي: "فيما يتعلق بالتكنولوجيا الأمريكية، سنسعى لإبرام اتفاق 123".

وأضاف المسؤول الأمريكي: "نود أن يكون اتفاق 123 مصاحباً لأي اتفاقية لنقل التكنولوجيا الأمريكية أو استخدام التكنولوجيا الأمريكية في السعودية أو أي مكان آخر".

وكانت وكالة رويترز أوردت أن تقدم المناقشات صعب لأن السعودية تريد عدم التوقيع على اتفاق قد يحرمها من إمكانية تخصيب اليورانيوم أو إعادة معالجة الوقود المستنفد، وكلتاهما وسيلتان محتملتان لصنع قنبلة.

وساعدت المخاوف الدولية من التكنولوجيا المزدوجة الاستخدام في الوصول إلى اتفاق 2015 النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية.

وبموجب هذا الاتفاق تستطيع إيران تخصيب اليورانيوم إلى مستوى قريب من الحد الطبيعي الضروري للإنتاج التجاري للطاقة.

لكن رداً على العقوبات الأمريكية التي فُرضت منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق في مايو أيار من العام الماضي، تخرق إيران تدريجيا القيود التي فرضتها على أنشطتها النووية.