الأثنين 2019/12/09

الخارجية العراقية تستدعي سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا

استدعت وزارة الخارجية في حكومة بغداد اليوم الإثنين، سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا، وأبلغتهم رفضها تدخلهم في "الشؤون الداخلية للبلاد".

والأحد، طالب سفراء الدول الأربع، في بيان مشترك، رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، بحماية المتظاهرين ومحاسبة جميع المسؤولين عن عمليات القتل، مشيرين إلى ضرورة "عدم تواجد قوات الحشد الشعبي قرب مواقع الاحتجاج".

وقال بيان للمتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف، الإثنين، ‌إن "الوزارة استدعت برونو أوبير سفير فرنسا، وستيفن هيكي السفير البريطاني، ويوخن مولر القائم بالأعمال الألماني، مُجتمِعين، كما استدعت السفير الكنديّ (أولريك شانون)".

وأضاف البيان، أن السفير عبد الكريم هاشم، الوكيل الأقدم لوزارة الخارجية العراقية، التقى بالدبلوماسيين الأربعة "على خلفيّة البيان المُشترَك الذي أصدرته سفاراتهم".

وأعرب عن "رفض الخارجيّة لما اشتمل عليه هذا البيان من مضامين"، مبيناً

أنه "يمثل تدخلاً مرفوضاً في الشأن الداخليِّ للعراق".

وأشار إلى أن "الحكومة شرعت في إجراء تحقيقات شفّافة في ما حدث من أعمال عنف (خلال المظاهرات)، وقامت باتخاذ إجراءات قانونيّة لمُحاسَبة الجُناة، وتقديمهم إلى العدالة".

من جانبه وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال بالعراق عادل عبد المهدي، بعدم تدخل مليشيا "الحشد الشعبي" في قضايا تخص الأمن.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة قوله، إن "القائد العام أصدر توجيهاً بعدم تدخل الحشد الشعبي في قضايا تخص الأمن"، لافتاً إلى أن "مقرات الحشد الشعبي داخل العاصمة باقية في مكانها".

وتناقلت بعض وسائل الإعلام، خبراً يفيد بصدور أوامر بإخراج قوات الحشد الشعبي من العاصمة بغداد ومنع أي تواجد لها في العاصمة.

وتواجه مليشيا "الحشد الشعبي"، وخاصة المقربة من إيران، اتهامات بقمع الاحتجاجات الشعبية المناوئة للحكومة، عبر مسلحين ملثمين وقناصة يطلقون النار على المحتجين في أرجاء البلاد.

ووجه الكثير من المتظاهرين أصابع الاتهام إلى مليشيا "الحشد" بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف المتظاهرين، الجمعة التي قتل خلالها 25 متظاهراً، في الحادث الذي يعرف باسم "مجزرة الخلاني" وسط بغداد، وهي اتهامات ينفيها الحشد.

وفي السياق حذرت السفارة الأمريكية في العراق رعاياها من تظاهرات، الثلاثاء، المتوقعة في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب.

كما جددت النصح بعدم السفر إلى العراق باستثناء إقليم كردستان في شمال العراق، لـ"أسباب أمنية"، وفق بيان للسفارة.

ودعا نشطاء عراقيون إلى "مظاهرة مليونية"، وسط بغداد، غد الثلاثاء، تبدأ بتجمع المحتجين من جميع المحافظات في مدينة كربلاء، وبعدها يتم الانطلاق للعاصمة بغداد، سيرًا على الأقدام وصولًا إلى مكان المظاهرات في ساحة "التحرير".

وقالت سفارة واشنطن، في بيانها، إنه من المتوقع ازدياد حجم التظاهرات اعتبارًا من الثلاثاء، مع وجود أمني مكثف.

ومنذ بدء الاحتجاجات في العراق سقط 485 قتيلا وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصائيات استندت إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان الرسمية المرتبطة بالبرلمان ومصادر طبية وأمنية.

ورغم استقالة حكومة عبد المهدي، وهي مطلب رئيسي للمحتجين، إلا أن التظاهرات لا تزال متواصلة، وتطالب برحيل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم البلاد منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.