الخميس 2016/06/02

البرلمان اللبناني يفشل للمرة الـ 40 في انتخاب رئيس للبلاد

أخفق البرلمان اللبناني، اليوم الخميس، للمرة الـ 40 على التوالي في انتخاب رئيس جديد للبلاد، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للجلسة. وقرر رئيس مجلس النواب، نبيه بري، تحديد يوم 23 حزيران الجاري، موعدا لانعقاد جلسة جديدة للمجلس، لانتخاب رئيس للبلاد، بعد عدم اكتمال النصاب القانوني لجلسة اليوم، بسبب عدم حضور نواب "حزب الله"، و"التيار الوطني الحر"، و"تيار المردة" (من قوى 8 آذار).

وفي حين أن النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، يتطلب حضور 86 نائبًا على الأقل من أصل 128 إجمالي عدد النواب، شارك في جلسة اليوم، 40 نائباً فقط.

وفي حال عدم حصول المرشّح للرئاسة على ثلثي أصوات النواب، تجري عملية اقتراع جديدة يحتاج فيها إلى 65 صوتاً على الأقل للفوز بالمنصب.

ويسعى البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد، منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، في 25 مايو/أيار 2014، إلا أن كل المحاولات لم تحقق أهدافها، في ظل الخلافات بين القوى السياسية. وكان سمير جعجع، رئيس حزب "القوات اللبنانية"، المنضوي في تحالف "14 آذار"، والنائب هنري حلو، مرشح الوسط ، الذي يدعمه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، هما المرشحان الرسميان البارزان في السباق الرئاسي.

أما المرشح الآخر، فهو رئيس "التيار الوطني الحر"، ميشال عون (حليف مليشيا حزب الله، الذي يقود تحالف 8 آذار)، الذي كان قائدًا للجيش اللبناني من 23 / حزيران 1984، حتى 27 / تشرين ثان 1989، ورئيسًا للحكومة العسكرية الانتقالية، التي تشكلت عام 1988، إثر الفراغ الرئاسي، الذي شهدته البلاد، بعد انتهاء ولاية الرئيس آنذاك، أمين الجميّل.

لكن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، الذي يتزعم "تيار المستقبل" في قوى "14 آذار"، عبّر عن دعمه لانتخاب النائب سليمان فرنجية، من قوى "8 آذار"، في مبادرة تهدف إلى تأمين انتخاب رئيس للبلاد، لكن المبادرة قوبلت برفض "عون"، وعدم دعم مليشيا "حزب الله".

وكان "جعجع"، أعلن في 18 كانون ثان الماضي، تبني ترشيح خصمه السياسي، ميشال عون، رئيسًا للبنان، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع الأخير في بيروت، ليعلن الأمين العام لمليشيا حزب الله، حسن نصر الله، في نهاية الشهر نفسه، دعم حزبه ترشيح "عون" أيضا للرئاسة.

ويعتبر تنازل "جعجع" عن ترشحه للرئاسة لصالح "عون"، بمثابة طي صفحة الخلاف السياسي بين الرجلين في الساحة المسيحية، التي شهدت "حربي إلغاء"، شنهما عون، عامي 1989 و1990، حين كان قائدًا للجيش، ورئيسًا لحكومة عسكرية مؤقتة، ضد الميليشيات التي كان يقودها "جعجع".

وتنقسم القوى الأساسية في البرلمان بين تحالفي "14 آذار" و"8 آذار"، إضافة إلى الوسطيين وعلى رأسهم جنبلاط، وتحمّل قوى "14 آذار" كلا من "حزب الله" وحليفه "عون"، مسؤولية التعطيل المتكرر لنصاب انتخاب الرئيس داخل مجلس النواب، بحسب مراقبين.