السبت 2019/03/30

الإفراج عن صحفي سوداني بعد موجة التظاهرات والإحتجاجات الأخيرة

أفرجت السلطات السودانية الجمعة عن رئيس تحرير صحيفة مستقلة أوقف لانتقاده حالة الطوارئ التي فرضها الرئيس السوداني عمر البشير، الشهر الماضي.

واعتُقل رئيس تحرير صحيفة "التيار" المستقلة عثمان ميرغني من مكتبه ليل 22 شباط/فبراير بعيد إعلان فرض حالة الطوارئ، وذلك على خلفية تصريحات أدلى بها في مقابلة تلفزيونية انتقد خلالها الخطوة.

وفي أول تعليق له بعد الإفراج عنه قال ميرغني في مداخلة على قناة الجزيرة: "لم أعرف طوال فترة احتجازي سبب الاعتقال لأنني لم أواجه أي تحقيق"، مؤكدا أنه لم يقدم أي تعهدات لأي طرف خلال فترة احتجازه.

وأضاف: "مساعد رئيس الجمهورية زارني صباح اليوم وأبلغني بأنه سيتم إطلاق سراحي".

وفرض البشير حالة الطوارئ بعد أن فشلت حملة قمع في كبح الاحتجاجات ضد الحكومة السودانية المستمرة منذ كانون الأول/ديسمبر.

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، قال ابنه جهاد، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية: "تم إطلاق سراح أبي ونحن الآن في طريقنا إلى المنزل وهو بصحة جيدة".

وكان ميرغني قد اعتُقل بعيد ظهوره في مقابلة مع قناة "سكاي نيوزعربية" قال فيها إن إجراءات البشير قد "تشعل موجة جديدة" من الاحتجاجات، وتبعث برسالة بأنه باستطاعة الشعب "ممارسة المزيد من الضغط لتحقيق هدفه بإزالة هذا النظام".

ودرس ميرغني الهندسة في الولايات المتحدة قبل أن يتحول للعمل في الصحافة، وتعرض للاعتقال عدة مرات وتمت مرارا مصادرة صحيفته أو منع توزيعها دون إعطاء تبرير.

وغالبا ما يصادر جهاز الأمن والمخابرات الوطني أعداد صحيفة بأكملها بسبب مقالات تعتبر غير مناسبة خاصة تلك التي تنتقد السلطات أو سياسات الحكومة.

ويأتي السودان في المرتبة 174 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة الذي تعده منظمة "صحافيون بلا حدود".

ويشهد السودان تظاهرات شبه يومية على خلفية أزمة اقتصادية خانقة. بدأت الاحتجاجات في 19 كانون الأول/ديسمبر بعد قرار للحكومة رفع سعر الخبز ثلاثة أضعاف قبل أن تتصاعد وتتوسّع إلى كل أنحاء البلاد.

ويحمّل معارضو النظام البشير مسؤولية سوء الإدارة الاقتصادية للبلاد التي تشهد ارتفاعا حادا لأسعار المواد الغذائية وتضخما يناهز 70% سنوياً، ونقصاً كبيراً في العملات الأجنبية.

ولا يزال البشير البالغ 75 عاما والذي وصل إلى السلطة في انقلاب مدعوم من الإسلاميين عام 1989 صامدا بوجه التحركات الاحتجاجية.