الخميس 2021/02/25

الآمال تقتصر على “تجميد المعارك”.. تشاؤم حول المساعي الدولية لوقف حرب اليمن

يكثف المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث والمبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ جهودهما الرامية لخفض التصعيد وإحياء جهود السلام، وذلك بعيد وصولهما إلى العاصمة السعودية الرياض.

وسيجتمع المبعوثان مع مسؤولين ودبلوماسيين يمنيين وسعوديين، وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن زيارة غريفيث تأتي في إطار "مساعيه للتوصل إلى وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد وتخفيف معاناة الشعب اليمني واستئناف العملية السياسية".

وفي هذا السياق قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبد الناصر المودع في حديث لموقع "الحرة" إنه "بمجيء الإدارة الأميركية الجديدة، هناك عمل دبلوماسي مكثف يقوم به المبعوثان".

وتوقع المودع "أن لا يكون هناك نتائج لهذه الجهود لأن الأزمة اليمنية معقدة بشكل كبير، وأفضل ما يمكن توقعه هو حدوث تجميد للمعارك أو تخفيف من حدتها".

بدوره قال المحلل السياسي اليمني أحمد المؤيد في حديثه لموقع "الحرة" إنه "لا يتوقع نتائج إيجابية مرجوة لزيارة المبعوثين"، معتبرا أن "الظروف الدولية لا زالت غير ملائمة لنضوج حل سياسي".

وأضاف المؤيد أن "اليمنيين ينتظرون خطوة إيجابية ليعيدوا الثقة في الولايات المتحدة الأميركية برئاسة الرئيس الجديد"، وتابع: "السعوديون لا زالوا يقصفون اليمن بطائرات أميركية".

وقف إطلاق النار غير ممكن

وأوضح المودع أن عدم التوصل إلى نتيجة سببه أنه "في الوقت الحالي ستصطدم هذه الجهود برغبة الحوثيين في السيطرة على مأرب، وهم يحاولون قدر الإمكان أن يرسخوا أنفسهم في المدينة قبل الدخول في مفاوضات يسعى لها المجتمع الدولي".

وعن الدعوة الأممية والأميركية لوقف الحرب واستئناف العملية السياسية والتحركات الدبلوماسية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين والمحتاجين، قال المودع إن "وقف إطلاق نار حقيقي وفعال غير ممكن حاليا في اليمن".

من جهته يعتبر المؤيد أن "المساعي الأممية لوقف إطلاق النار غير جادة، ويراد منها تحقيق هدف سياسي".

وأضاف أن "السعودية رفضت مبادرة جون كيري لوقف إطلاق النار عام 2016 بينما وافق عليها الوفد الوطني في صنعاء، وهم (السعوديون) لا يريدون أساسا وقف إطلاق النار إلا إذا كانوا منتصرين".

وأردف المؤيد "بالتالي هذه المساعي الأممية لوقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية هي محاولة لذر الرماد في العيون، لوقف تقدم اليمنيين نحو محافظة مأرب".

تبادل الأسرى

والأسبوع الماضي فشل الاجتماع الخامس للجنة الإشرافية على تنفيذ اتفاقية تبادل الأسرى والمعتقلين بين الطرفين في اليمن بالوصول إلى نتائج بموجب اتفاق ستوكهولم.

وأعرب غريفيث عن خيبة أمله وقال إن هذه الجولة من المحادثات "انتهت دون الوصول لما يماثل النتيجة التاريخية للاجتماع الذي انعقد في سويسرا في شهر سبتمبر الماضي والذي أسفر عن إطلاق سراح 1056 أسيرا".

وحث غريفيث الطرفين على الاستمرار في نقاشاتهما ومشاوراتهما وتنفيذ ما اتفقا عليه وتوسيع نطاق الترتيبات لإطلاق سراح مزيد من الأسرى في القريب العاجل.

وكرر دعوته "لإطلاق سراح جميع الأسرى من المرضى والجرحى وكبار السن والأطفال، والمحتجزين المدنيين بما يتضمن النساء والصحفيين فورا دون قيد أو شرط".

وفي هذا الإطار، قال المودع إن "عملية تبادل الأسرى لا يمكن التوقع بأنها ستتحقق في المستقبل القريب خاصة ونحن نعرف بأن هذه المفاوضات فشلت في عمّان بعد ما يقارب الشهر من المفاوضات".

وأضاف أن "السبب الرئيسي في فشل هذه المفاوضات يرجع إلى تمسك كل طرف بعدم الإفراج عن من يريدهم الطرف الآخر".

وسأل: "إذا كانت قضية الأسرى وهي قضية بسيطة ولم يتم التوصل فيها إلى حلول، فكيف هي القضايا الأكبر كقضية وقف إطلاق النار؟"

بدوره قال المؤيد إن "هناك عدم جدية في ملف تبادل الأسرى الذي هو أسهل ملف، وعاد الوفد الوطني من عمّان قبل أيام ولم يحقق أي شيء، وكل الظروف لا زالت غير ملائمة".

وأضاف أن "الجهود الأممية والأميركية فاعلة جدا في موضوع تبادل الأسرى، ويفترض أن يمارس ضغط أكبر فيها لأنها مسألة إنسانية يفترض أن يعجل الجميع بحلها".

وتابع المؤيد أن "المدخل الإنساني يعزز الثقة بين الأطراف ويجعلهم يمضون في الحل السياسي، وإذا أحسنا الظن بالجميع، فالكل يدعي الوطنية ولكن من منظوره هو، ويحتاج الجميع للجلوس على طاولة المفاوضات كي يطمئنوا بعضهم".

تبرعات ومساعدات إنسانية خلال أيام

وستعقد الأمم المتحدة في الأول من مارس المقبل فعالية لجمع التبرعات للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن. وتشارك حكومتا السويد وسويسرا في هذه الفعالية.

وقال دوجاريك إن هذا الحدث يهدف إلى حشد الموارد لتلبية الاحتياجات الكبيرة لملايين الأشخاص في جميع أنحاء البلاد الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.

وفي سياق ذلك قال المودع إنه ربما تكون الجهود الدولية لرفع مستوى الدعم لليمن في الجانب الإنساني "أفضل وأحسن ما يمكن توقعه في الوقت الحالي".

وأضاف أنه "في العام الماضي كانت التعهدات التي قدمت أقل من الأعوام السابقة، لكن يبدو بأن الضغوط الأميركية والغربية على دول الخليج وعلى بعض المانحين ربما تثمر عن مبالغ أفضل من العام الماضي لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية والكارثة في اليمن". وأكد أن المساعدات الإنسانية هي "التطور الإيجابي الوحيد المتوقع في هذه المرحلة".

بدوره قال المؤيد إن "سقف التوقعات فيما يخص تعهدات المانحين متواضع جدا، وهذه التعهدات ليست الأولى، ولم يف المانحون في السابق بتعهداتهم"، وتساءل "ما الذي يجعلنا نتفاءل الآن؟".

وأضاف أنه "إذا كان هناك تحرك أميركي ضاغط لكي يكون هناك حل سياسي، سترفد المسألة بدعم إنساني مرتفع حتى تتهيأ الظروف للعملية السياسية، وهذا أمر آخر".

وتابع المؤيد "نحن نتمنى أن نتفاءل لكن التجارب السابقة جعلتنا نغلب دائما جانب سوء الظن".

هذا وتبقى الأزمة الإنسانية في اليمن الأسوأ في العالم. إذ يحتاج أكثر من 20 مليون شخص إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 12.1 مليون شخص في حاجة ماسة، وفقا للأمم المتحدة.