الثلاثاء 2020/09/29

استعدادات لسحب الدبلوماسيين الأمريكيين من العراق… وميليشيات شيعية بأسماء جديدة لـ”ضرب المحتل”

قال مسؤولان عراقيان ودبلوماسيان غربيان إن واشنطن أجرت استعدادات لسحب دبلوماسييها من العراق، بعد أن حذرت بغداد من أنها قد تغلق سفارتها

وبين مصدران حكوميان في العراق إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو هدد بإغلاق السفارة في مكالمة هاتفية قبل أسبوع مع الرئيس برهم صالح.

وأوضح المصدران والدبلوماسيان الغربيان أن واشنطن بدأت بحلول يوم الأحد بتنفيذ استعدادات لسحب العاملين الدبلوماسيين إذا ما صدر قرار يقضي بذلك.

ويخشى العراق أن يتبع سحب الدبلوماسيين عمل عسكري سريع يستهدف القوات التي ترى واشنطن أنها مسؤولة عن الهجمات.

وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين إن الإدارة الأمريكية «لا تريد أن تكون خياراتها محدودة» في إضعاف إيران أو الفصائل الموالية لها في العراق.

وسئل الدبلوماسي عما إذا كانت واشنطن سترد بتدابير اقتصادية أم بعمل عسكري، فقال «ضربات».

وردا على سؤال عن خطط الانسحاب من العراق، قالت وزارة الخارجية «نحن لا نعلق على محادثات الوزير الدبلوماسية الخاصة مع القيادات الأجنبية، إن إطلاق فصائل مدعومة من إيران صواريخ على سفارتنا يمثل خطرا ليس علينا فحسب بل على حكومة العراق».

وأعلنت وزارة الدفاع العراقية مقتل سيدتين و3 أطفال وإصابة طفلين آخرين، جراء سقوط صاروخي «كاتيوشا» على منزلهم قرب مطار بغداد الدولي.

وغالبا ما يكون مثل هذا الهجوم الجديد يستهدف معسكرا يضم قوات ودبلوماسيين أمريكيين داخل المطار.

وقالت قيادة العمليات المشتركة التابعة للوزارة في بيان، إن الهجوم كان عبر صاروخين من نوع كاتيوشا سقطا على منزل في منطقة الرضوانية، على مقربة من مطار بغداد غربي العاصمة.

وأضافت أن الصاروخين تسببا بتدمير المنزل بالكامل، ومقتل 5 أشخاص (3 أطفال وامرأتان) وإصابة طفلين آخرين بجروح، مشيرة إلى أن الصاروخين تم إطلاقهما من حي الجهاد غربي بغداد.

وتابعت أن القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء) مصطفى الكاظمي، وجه بتوقيف القوة الأمنية المسؤولة عن المنطقة التي انطلق منها الصاروخان، وكل الجهات الأمنية المعنية، لتقاعسها عن أداء مهامها الأمنية، وستعاقب كل قوة تتقاعس وتسمح بمثل هذه الخروقات الأمنية.

كما أمر الكاظمي بـ«فتح تحقيق فوري بالحادث، وملاحقة الجناة مهما كانت انتماءاتهم وارتباطاتهم، لينالوا أشد العقوبات» وفق البيان.

وطالب «جميع الأجهزة الأمنية بضرورة تكثيف جهودها الاستخبارية في المرحلة الراهنة، للحد من هذه الجرائم التي تروّع المواطنين».

وشدد على «عدم السماح لهذه العصابات بأن تصول وتجول وتعبث بالأمن دون أن تنال جزاءها العادل».

وبالتزامن مع نشاط الاستهدافات المسلحة، ظهرت فصائل شيعية مسلحة في الساحة العراقية، تبنت المنهاج ذاته «المقاومة».

ويقول فصيل مسلح يُسمى «قوات ذو الفقار» إنه مستمر باستهداف القواعد العسكرية، متوعداً الجهات التي تبرأت من تلك الهجمات بعد تهديدات بومبيو، مبيناً أن «ما تقوم به المقاومة هو استهداف القواعد العسكرية وكبار ضباط (C.I.A) ومستشارين إسرائيليين».

كما أعلنت جماعة مسلحة تطلق على نفسها اسم «أصحاب الكهف» أن «هذا الضغط ما هو إلا مقدمة للخير كله.. هيهات لأبناء الحسين أن يذلوا وأن المغردين الطالبين للدنيا خاذلي المؤمنين ستكون لكم وقفة طويلة مع أمير المؤمنين» مختتمةً بالقول: «إلهنا إن القوم قد خذلونا وخانونا وتركونا لوحدنا في الميدان».

ومؤخراً كُشف النقاب عن تشكيل فصيل شيعي مسلّح، «منشق» من جيش المهدي، الذراع العسكرية لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، حمل اسم «لواء كريم درعم» بهدف «مجاهدة الاحتلال ورفع المظالم عن العراق وشعبه، وهو تكليف شرعي ووطني لا يختلف عليه أحد».

آخر الفصائل المشكّلة مؤخراً لـ«قتال المحتلّ» هو «فرقة الغاشية» التي أعلنت تشكيلها رسمياً أمس الإثنين.

وجاء في بيان صادر عن «الإعلام الحربي لفرقة الغاشية» تناقله مدونون ومواقع إخبارية محلّية أنه «بعد ما رأيناه من تقاعس وتخاذل ونكث وخيانة.. نحن مجموعة من المجاهدين قد وضعنا الشهادة نصب أعيننا وهمنا الوحيد ضرب الاحتلال الأمريكي الغاشم ومن يعمل في فلكه».

إلى ذلك، قال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي إن «عصابات داعش الإرهابية ما زالت تشكل تهديدا حقيقيا في العراق من خلال خلاياها النائمة، وإن القوات الأمنية تواصل عملياتها العسكرية والاستخباراتية في ملاحقتها».

وأكد خلال استقباله وزير الدفاع الإيطالي لورينزو جويريني والوفد المرافق له» أن الحكومة العراقية تواجه اليوم تحديا خطيرا يتمثل بالسلاح المنفلت الذي يهدد الأمن والاستقرار، وأن الأجهزة الأمنية تعمل بقوة لفرض القانون وحماية المواطنين، وتعزيز أمن البعثات الدبلوماسية، وملاحقة الجماعات الخارجة عن القانون».