الأثنين 2022/02/14

استراتيجية روسيا في أوكرانيا: ثلاثة دروس من الحرب السورية

قالت مجلة "ناشونال إنترست" الاميركية إن "الدروس المستفادة من تدخل روسيا في سوريا قد تكشف استراتيجيتها في أوكرانيا"، محذرةً من أن "الولايات المتحدة سبق أن افترضت أن روسيا ستكون خائفة من مخاطر التدخل في سوريا"، مشيرةً إلى أن "هذا خطأ لا ينبغي أن تقع به عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا".

 

وقالت المجلة الاميركية في تقرير إن كبار المسؤولين الأميركيين يطلقون تحذيرات عديدة مثل "إذا تدخلت روسيا في أوكرانيا فستواجه معركة صعبة"، أو "على القوات الروسية التعامل مع التمرد الأوكراني"، أو "روسيا لن تكون قادرة على تحقيق أهدافها في أوكرانيا وسوف تغوص في مستنقع".

 

وأوضحت أنه "قد تشير هذه التصريحات إلى محاولات تحذير الكرملين بشأن بدء مغامرة عسكرية في أوكرانيا، لكن في الحقيقة، إن هذه التصريحات تعكس ما أصدرته إدارة أوباما في سبتمبر/أيلول من العام 2015، قبل التدخل الروسي في سوريا".

 

وأضافت أن "هناك بعض الدروس المهمة المستفادة من متابعة المؤسسة العسكرية والأمنية الروسية في سوريا، في حال قرر الكرملين اختيار القوة العسكرية ضد أوكرانيا"، متابعةً أن هذه الدروس "تشير إلى نوع مختلف من القتال عما تتوقعه الولايات المتحدة، والذي تدرب وتجهز القوات الأوكرانية على أساسه".

 

وأردفت أن الدرس الاول هو أن "التدخل الروسي في سوريا ركّز بشكل أساسي على تدمير القدرات والتشكيلات القتالية المعارضة لنظام الأسد بدلاً من التركيز على المناطق التي خرجت عن سيطرته"، مضيفة أن "الكرملين اتخذ قراراً بالانخراط بشكل مباشر في الصراع السوري عندما اكتسبت قوات المعارضة أواخر صيف العام 2015، زخماً وقدرات كافية للضغط على النظام ومحاولة إزاحة بشار الأسد".

 

وأشار التقرير إلى أن "إعادة سيطرة جيش الأسد على جزء كبير من الأراضي التي خرجت عن سيطرته كانت نتيجة ثانوية للقصف الهائل من القوة الجوية والضربات الصاروخية الروسية على المناطق المعارضة، مضيفاً أن "الهدف الأساسي لتدخل روسيا في سوريا هو منع انهيار الأسد".

 

وعن الدرس الثاني، قال التقرير إن الروس "حافظوا على وجود قليل نسبياً على الأرض في سوريا، واختاروا عدم التركيز على السيطرة على الأرض أو تحمل مسؤوليات الحكم".

وأوضح أن الروس "ركزوا على بضع مناطق ذات أهمية استراتيجية وتوسطوا في عدد من حالات وقف إطلاق النار"، فضلاً عن أنهم "تركوا القادة المحليين يسيطرون على أراضيهم المباشرة مقابل قبول سيطرة النظام الشاملة".

 

أما الدرس الثالث، فيتمثل في أنه "كلما كانت هناك حاجة إلى قوات برية يلجأ الروس إلى الشركات العسكرية الخاصة أو غيرها من التشكيلات غير النظامية، الأمر الذي حدّ قدر الإمكان من انكشاف أفراد القوات المسلحة الروسية بالزي الرسمي".

 

وأشار إلى أنه "كما هو الحال في الولايات المتحدة، فإن الرأي العام الروسي يميّز بشكل واضح جداً بين الجنود الذين يموتون من أجل الوطن مقابل المتعاقدين الذين يسجلون أنفسهم ويقومون بالمجازفة".

 

وتابعت "ناشونال إنترست" أن "التدخل الروسي في سوريا يشير إلى أنه إذا قررت موسكو استخدام القوة العسكرية ضد أوكرانيا، فإنها ستركز على الضربات بعيدة المدى لتدمير المعدات الأوكرانية، لا سيما مخزونها من الطائرات من دون طيار ومحاولة تفكيك التشكيلات العسكرية المنظمة".

 

كما تشير استراتيجية روسيا في سوريا إلى أنها "ستحاول تجنّب عبور الحدود كلما أمكن ذلك أو توجيه ضرباتها عبر الحدود، لأنه سيرفع كلفة أي رد من جهة الولايات المتحدة ودول حلف شمال الاطلسي، التي ستضرب المدفعية أو المطارات الروسية في مقابل عبور أي أسلحة للحدود".

 

وذكرت المجلة الاميركية أن روسيا قد تعيد هجوم "كاليبر"، عندما قصفت غواصة حربية روسية في المتوسط أهدافاً في ريف مدينة إدلب بصواريخ "كاليبر" المجنحة، في مقابل عدم استعداد أحد للرد بإطلاق النار داخل روسيا.

 

وقالت إن "افتراض واشنطن في السابق بأن موسكو ستكون خائفة من مخاطر التدخل في سوريا خطأ لا ينبغي أن يُرتكب عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا".