السبت 2020/10/24

إقبال متواضع من المصريين في أول أيام انتخابات “مجلس النواب”

أغلقت لجان الاقتراع أبوابها، مساء السبت، في عدد من المحافظات المصرية بعد انتهاء اليوم الاول من تصويت الناخبين في انتخابات مجلس النواب وسط اقبال متواضع على المشاركة.

وحسب وكالة "فرانس برس" : في حي العجوزة، غرب القاهرة، كان الاقبال على لجان الاقتراع ضعيفاً خصوصاً فترة ما قبل الظهيرة وقد بدأ في الزيادة تدريجياً بعد غروب الشمس وحتى موعد إغلاق اللجان عند التاسعة مساء (19,00 ت غ).

كذلك كان أكثر الناخبين من فئة السيدات أو الرجال كبار السن، بحسب الوكالة، فيما لم يكن الشباب بهذا الحرص على المشاركة في اليوم الأول.

ويقول حاتم جلال، وهو موظف خدمة عملاء أربعيني، "اذا كانت البرلمانات السابقة لم تمثلنا، لابدّ خلال الفترة المقبلة أن تعبّر عنّا .. ومن أجل ذلك قررت المشاركة".

وبدأت عملية الاقتراع، صباح السبت، لاختيار أعضاء مجلس النواب الذي يُتوقع أن يكون داعماً لسياسات حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتجري انتخابات البرلمان على مرحلتين تنظم الأولى السبت والأحد في 14 محافظة بينها الجيزة والاسكندرية، والثانية في السابع والثامن من تشرين الثاني/نوفمبر في 13 محافظة، بينها العاصمة القاهرة.

ويصوّت المصريون لاختيار 568 من أصل 596 عضواً في مجلس النواب، على أن يقوم السيسي بتعيين النواب الباقين.

ومن المقرر أن تجري جولات الإعادة في تشرين الثاني/نوفمبر، وسيتم الإعلان عن النتائج النهائية في كانون الأول/ديسمبر.

وانتشرت اللوحات الإعلانية واللافتات العملاقة للمرشحين في جميع أنحاء القاهرة والمحافظات الأخرى، وهي تحث المصريين على التوجه إلى صناديق الاقتراع. حتى إنّ بعض المرشحين قاموا بتصوير أغانٍ وبثها لجذب الناخبين.

وشوهدت حافلات صغيرة صباح السبت وهي تتجول في شوارع محافظة الجيزة، غرب القاهرة، تحمل صوراً ولافتات لبعض المرشحين لجذب التأييد بينما تدفق الناخبون إلى مراكز الاقتراع.

وقالت امرأة في الجيزة، فضّلت عدم الكشف عن اسمها، إنها تشارك "لأنني أخشى أن يتم تغريمي من قبل الحكومة إذا لم أصوت".\

ويعيد العديد من أعضاء البرلمان المنتهية ولايته ترشيح أنفسهم في الانتخابات التي تشارك فيها أحزاب سياسية عدة لا وزن حقيقياً لها.

ودعي نحو 63 مليون ناخب من أصل أكثر من مئة مليون نسمة، وهو عدد سكان مصر، إلى التصويت في الانتخابات.

وكان أغلب النواب من مؤيدي السيسي في البرلمان المنتهية ولايته ولم يكن يضم سوى كتلة معارضة صغيرة تُعرف باسم 25/30.

وانتخب البرلمان السابق في نهاية 2015 بعد عام على تولي السيسي الحكم، في عملية اقتراع استغرقت شهراً ونصف الشهر وفي غياب شبه كامل للمعارضة.

وكانت نسبة المشاركة ضئيلة (28%) في تلك الانتخابات خلافاً لأجواء الحماس التي سادت في انتخابات 2012 التي نظمت عقب تنحي مبارك في الحادي عشر من شباط/فبراير 2011، وفاز فيها "الإسلاميون" بنسبة كبيرة.

وفي آذار/مارس 2018، أعيد انتخاب السيسي لولاية ثانية بأكثر من 97 بالمئة من الأصوات في انتخابات استبعد فيها المنافسون الحقيقيون أو فضلوا الابتعاد.

 

"بلا جدوى":

ويتنافس أكثر من أربعة آلاف مرشح في الانتخابات على 284 مقعداً من أصل 568 بالنظام الفردي. كما تتنافس ثماني قوائم على 284 مقعداً بنظام القوائم الحزبية.

ومن بين القوائم المرشحة "القائمة الوطنية من أجل مصر" التي تمثل ائتلافاً سياسياً بقيادة حزب "مستقبل وطن" الموالي للحكومة.

واكتسب الحزب الذي يضمّ رجال أعمال نافذين وشخصيات عامة، أهمية في الحياة السياسية منذ 2014. ومؤخراً تم انتخاب رئيسه عبد الوهاب عبد الرازق رئيساً لمجلس الشيوخ المصري.

وهذا الاقتراع التشريعي هو الثاني بعد انتخابات مجلس الشيوخ، ويجري في ظل جائحة كوفيد-19 التي بلغ عدد المصابين بها أكثر من 105 آلاف شخص في مصر توفي منهم نحو 6200.

وانتخب المصريون في آب/أغسطس الماضي مئتين من أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 300، إذ يعين رئيس الجمهورية مئة عضو.

وكان مجلس الشيوخ ألغي عقب الثورة التي أطاحت بالرئيس الراحل حسني مبارك. لكن تمت إعادته بموجب تعديلات تشريعية أُقرّت في استفتاء شعبي في العام 2019. وتتيح هذه التعديلات للرئيس السيسي البقاء في السلطة حتى العام 2030، وتعزّز من سلطته على القضاء.

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، تعرضت انتخابات مجلس الشيوخ لانتقادات شديدة وصفت الاقتراع بأنه "بلا جدوى" أو "مهزلة".