الأثنين 2021/01/18

إدارة ترامب تحتفي وتدعم مشروعًا استيطانيًا وسط القدس العتيقة

في خطوة تُضاف إلى سجله الحافل، في دعم الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، أعلن السفير الأمريكي لدى الاحتلال الإسرائيلي ديفيد فريدمان، اعتراف واشنطن، واحتفاءها بمشروع استيطاني وسط القدس العتيقة المحتلة، يُطلق عليه اسم "مدينة داود".

 

ويأتي هذا الموقف من فريدمان، قبل يومين فقط من انتهاء مهامه سفيرا لواشنطن في "إسرائيل".

 

وأعلنت السفارة الأمريكية لدى الاحتلال في تصريح مكتوب، الإثنين، حصلت الأناضول على نسخة منه "اعتراف سفارة الولايات المتحدة في القدس، ولجنة الولايات المتحدة للحفاظ على التراث الأمريكي في الخارج، بمدينة داود، باعتبارها شهادة على التراث اليهودي المسيحي والمبادئ التأسيسية لأمريكا ".

 

وأضافت "تُعيد الاكتشافات الأثرية في مدينة داود، الحياة إلى القدس التوراتية، وتعيد تأكيد الرسائل النبوية للحرية والعدالة والسلام التي ألهمت مؤسسي أمريكا".

 

واللجنة الأمريكية للحفاظ على التراث الأمريكي في الخارج، هي وكالة تابعة للحكومة الأمريكية.

 

وعلى مدى سنوات طويلة، خصصت الحكومات الإسرائيلية ومنظمة "إلعاد" الاستيطانية (غير حكومية) أموالا ضخمة لتحويل بلدة سلوان، الواقعة جنوب المسجد الأقصى، وسط القدس العتيقة المحتلة، الى ما تسميه "مدينة داود".

 

وترفض غالبية دول العالم، الاعتراف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس.

 

ويقول فلسطينيون إن منظمة "إلعاد" استولت على عشرات المنازل الفلسطينية في البلدة، وتُنفّذ حفريات واسعة أسفلها، بدعم من الحكومة الإسرائيلية في إطار هذا المخطط.

 

وأشار بيان السفارة الأمريكية إلى أن فريدمان، ورئيس لجنة الحفاظ على التراث الأمريكي في الخارج، بول باكر، حضرا مؤخرًا حفلًا خاصًا لتكريم مدينة داود، تقديراً للدور الأساسي الذي تلعبه في "ربط زوارها إلى أصول القيم التي ساعدت في تشكيل أمريكا".

 

وقال البيان "كان فريدمان أول سفير أمريكي في منصبه يقوم بجولة في مدينة داود، ومنذ ذلك الحين زارها العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين".

 

وأضافت السفارة "جنبًا إلى جنب مع العديد من الشخصيات الأمريكية المرموقة، كان (فريدمان) فخوراً بالمشاركة في 30 يونيو/حزيران 2019 في افتتاح طريق الحجاج في مدينة داود".

 

وفي حينه أدان الفلسطينيون بشدة قيام فريدمان باستخدام معول لشق نفق أسفل بلدة سلوان في إطار المشروع الاستيطاني الإسرائيلي لإقامة "مدينة داود".

 

وقال مركز معلومات وادي حلوة، وهو مركز حقوقي فلسطيني غير حكومي، في حينه، إن النفق الذي يطلق عليه "طريق الحجاج" يبدأ من سلوان ويصل الى حائط البراق، الملاصق للمسجد الأقصى، الذي يطلق عليه الإسرائيليون "الحائط المبكى".

 

ويمر النفق أسفل منازل فلسطينية في بلدة سلوان الفلسطينية.

 

وتقول حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية (غير حكومية) إن "إلعاد، المعروفة أيضًا باسم مؤسسة عير دافيد(مدينة داود)، هي منظمة استيطانية تعمل في "استيطان الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية".

 

وقال فريدمان في تصريحه، الإثنين، إن الولايات المتحدة الأمريكية "تستلهم الكثير من عمل هذه المنظمة".

 

وقال بعد وضعه لوحة في داخل النفق، الذي تشقه المنظمة أسفل سلوان، "في أمريكا الحديثة، نستلهم الكثير من الآثار التي تذكرنا بتاريخ جمهوريتنا".

 

وأضاف "لطالما تساءلت، ما هي الآثار التي ألهمت الآباء المؤسسين عندما أعلن واضعو إعلان الاستقلال (..) ما هي الآثار التي ألهمتهم؟ أقترح أن هذه الآثار موجودة هنا، في مدينة القدس القديمة".

 

ومن جهته، قال باكر "بإزاحة الستار عن هذه اللوحة والاعتراف بمدينة داود لمساهمتها في تراث أمريكا، فإننا نحقق هدفًا آخر أكبر: توحيد الأمريكيين حول مبادئنا وقيمنا التأسيسية".

 

وأضاف "تُعد مدينة داود بمثابة شهادة حية على تلك القيم الثابتة، ومن واجبنا أن نضمن بقاءها للأجيال القادمة".

 

ولم يصدر تعقيب من الحكومة الفلسطينية حول ما أعلنته السفارة الأمريكية.

 

وكان فريدمان، قد اعتبر في كلمة ألقاها في البرلمان الإسرائيلي، بتاريخ 11 يناير/كانون ثاني الجاري، أن القرارات الأمريكية، الداعمة للاستيطان والاحتلال الإسرائيلي، للأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة، هي من أهم "إنجازاته".

 

ووقّع ترامب في 25 مارس/آذار 2019 مرسوما رئاسيا يعترف بـ"سيادة إسرائيل" على مرتفعات الجولان السوري.

 

كما أعلنت واشنطن في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 أنها لم تعد ترى في بناء المستوطنات في الضفة الغربية انتهاكا للقانون الدولي.

 

وفي 6 ديسمبر / كانون الأول 2017، أعلن ترامب رسميا، اعتراف إدارته بالقدس المحتلة عاصمة لـ "إسرائيل"، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، في خطوة لاقت إدانات وانتقادات عربية ودولية وإسلامية.

 

وكان الفلسطينيون قد وجهوا انتقادات حادة إلى السفير فريدمان، منذ تسلمه لمنصبه ورفضوا التعامل معه، حيث يعرف عنه دعمه للاستيطان، ومعارضته لقيام دولة فلسطينية.

 

ولم تعلن وزارة الخارجية الأمريكية عن اسم الشخص الذي سيخلف فريدمان.