الأحد 2020/07/12

أنقرة تؤكد مجدداً: خروج حفتر من “سرت” شرط لوقف النار

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن وقف إطلاق النار في ليبيا هو رهن بتراجع الجنرال الانقلابي خليفة حفتر من مناطق رئيسية.

وأضاف جاويش أوغلو في تصريحات لصحيفة "فايننشال تايمز" إن هناك "تصميماً" من حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها تركيا، على استئناف هجومها ضد قوات حفتر في حالة لم تنسحب من الميناء الإستراتيجي، سرت وقاعدة الجفرة، التي يوجد فيها أكبر نظام دفاع جوي في البلاد.

وألمح الوزير التركي إلى أن بلاده قد تدعم أي هجوم تقوم به حكومة الوفاق الوطني "بشروط مسبقة" و"طالما كان شرعياً ومنطقياً".

وتعلّق الصحيفة في تقريرها الذي أعده "أندرو إنغلاند"، حول مخاطر دخول الحرب الأهلية التي تطورت إلى حرب بالوكالة في هذا البلد مرحلةً جديدة، في وقت يحذر فيه الدبلوماسيون من مواجهة مباشرة بين الدول الأجنبية التي تدعم الأطراف المتنافسة في ليبيا.

وتدخلت تركيا بشكل علني لدعم حكومة الوفاق الوطني بناء على طلب من الأخيرة، وذلك بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي سمحت لأنقرة بالتنقيب عن النفط والغاز في مياه البحر المتوسط. وكان نشر تركيا لبوارج عسكرية ومستشارين عسكريين ومدربين وقوات لدعم قوات حكومة الوفاق سبباً في التقدم الذي حققته الوفاق ضد حفتر.

وبدأت الحرب عندما قام الجنرال حفتر الذي يسيطر على شرق ليبيا منذ عام 2015 بشن هجوم في نيسان/ أبريل 2019 للإطاحة بحكومة الوفاق التي تدعمها الأمم المتحدة. وظلت العاصمة تحت الحصار لأشهر، حيث حصل حفتر على دعم عسكري من الإمارات ومصر وروسيا، وعلى دعم سياسي من فرنسا التي قدمت حفتر بأنه "حليف في القتال ضد المتطرفين"، فيما نظر للتدخل الروسي على أنه محاولة انتهازية لتحقيق مصالح لها في شمال أفريقيا.

وبعد تدخل تركيا، تم إخراج قوات حفتر من طرابلس والمناطق المحيطة بها، ما شجع حكومة الوفاق، وقوّى من الدور التركي في البلاد. ويأمل الدبلوماسيون أن يؤدي التغير في موازين المعركة إلى إحياء العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.

وفي الوقت الذي يشدّد فيه الداعمون الخارجيون للأطراف المتحاربة على وقف إطلاق النار، إلا أن كل طرف يقوم بتعبئة قواته. وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه هذا الأسبوع من عمليات الحشد حول مدينة سرت.

وتزايدت المخاطر عندما قامت مقاتلات يعتقد أنها تابعة لدولة أجنبية بضرب قاعدة "الوطية" التي سيطرت عليها قوات حكومة الوفاق في الأشهر الأخيرة. وقال جاويش أوغلو إن هناك تحقيقاً لتحديد الطرف المسؤول عن الهجوم، ولكنه تعهد بأنه "سيدفع الثمن" مهما كان الفاعل.

وأكد جاويش أوغلو أن تركيا لديها "طاقم تدريبي وفني" في القاعدة لكن لم يصب أي منهم بأذى. وتقول الصحيفة إن المخاطر تتزايد في ليبيا من ناحية النزاع والتنافس الإقليمي بين تركيا من جهة والإمارات ومصر من جهة أخرى.

وهدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الشهر الماضي بإرسال قواته إلى ليبيا إن سيطرت القوات التي تدعمها تركيا على سرت، التي تعتبر مفتاح مناطق النفط، واعتبرها "خطاً أحمر".

وبشكل منفصل، اتهمت القوات الأمريكية في أيار/ مايو روسيا بنشر 14 طائرة من طراز “ميغ-29” وعدد من طائرات “سو-24” في ليبيا لتقوية دفاعات الجنرال حفتر.

وقال الوزير التركي إن روسيا تقدمت بخطة اتفاق للنار أثناء المحادثات في اسطنبول الشهر الماضي، وبـ”مواعيد وأوقات محددة”، ولكن حكومة الوفاق الوطني أكدت ضرورة خروج حفتر من سرت والجفرة بعد مشاورة أنقرة لها، حيث شددت على ضرورة العودة إلى خطوط الاشتباك عام 2015.

وأضاف الوزير التركي: “الآن يعتمد كل هذا على الطرف الآخر، ويجب عليهم قبول هذه الشروط المسبقة من أجل وقف إطلاق نار دائم”.

وسئل جاويش أوغلو إن كان تدخل تركيا في ليبيا قد يقود إلى تورط طويل، فأجاب: “نحن لا نريد أي تصعيد أو حرب بالمنطقة، ولكن تورطهم (داعمو حفتر) هو مع الجنرال الانقلابي”.

ويرى "شان قصب أوغلو"، مدير الأمن والدفاع في معهد “إيدام” بإسطنبول، أن استراتيجية تركيا النهائية قائمة على هزيمة منكرة لحفتر تعطيها يداً قوية في المفاوضات مستقبلاً، و”هذه مهمة دفاعية ومن الموقف العسكري- الجيواسراتيجي تختلف عما تم تحقيقه حتى الآن” و”هناك مخاطر لكن يمكن إنجازها”.