الجمعة 2020/12/11

3 ملايين نازح في المحرر يعيشون محنة جديدة مع دخول الشتاء وتفشي كورونا

قالت صحيفة (la-croix) الفرنسية إن محنة 3 ملايين نازح، يعيشون تحت الخيام شمال غرب سوريا بمحافظة إدلب وشمال حلب، قد تفاقمت هذا العام بسبب نقص الغذاء وتفشي وباء كورونا.

 

وأشارت الصحيفة، في تقرير أعده مراسلها بيير كوشي، إلى أن هؤلاء النازحين الذين وصل مليون منهم المنطقة قبل أقل من عام، لم يعودوا خائفين على حياتهم منذ أن تم التوصل إلى وقف لإطلاق للنار في مارس/آذار من العام الجاري بين فصائل الثورة وقوات النظام المدعوم من قبل روسيا، حيث لا تزال هذه الهدنة سارية المفعول رغم بعض الاشتباكات المتفرقة.

 

حاجة ماسة للغذاء

واليوم يقول الكاتب: سيزيد الشتاء، الذي بدأ يتسلل، من سوء وضع هؤلاء النازحين الهش، خاصة أن معظمهم من النساء والأطفال، وأن أكثر من مليون منهم يعيشون في خيام.

 

وأشار التقرير إلى أن المنطقة يوجد فيها الآن 458 مخيما، ولا تحتوي جميعها على الحد الأدنى من مرافق الصرف الصحي، ويمثل تزويد اللاجئين بالطعام حالة الطوارئ الأولى، بحسب تو جاكوبسن، نائب مدير فرع منظمة كير (CARE) الإنسانية العالمية في تركيا، الذي يقول "سوء التغذية آخذ في الارتفاع".

 

وأضاف جاكوبسن أن نصف البالغين فقط هم من يجد عملا، لا يتجاوز متوسط ​​دخله 35 يورو شهريا، في وظائف مدفوعة الأجر يوميا وغالبا ما تكون في الحقول الزراعية. ونبه إلى أن "الوضع الاقتصادي في سوريا كارثي، حيث العملة المحلية في تراجع، وأسعار المواد الغذائية الأساسية في ارتفاع متسارع".

 

وبداية العام، عندما وصل النازحون المنطقة، كانت المنظمات غير الحكومية توفر لهم بطانيات وخياما وحصة من المواد الغذائية الأساسية تكفي 3 أيام، واليوم توزع حصصا شهرية من الأرز والزيت والتوابل على أكثر من مليون شخص.

 

وفي هذا السياق، تشير التقديرات إلى أن 500 ألف شخص لا يحصلون على المياه بسهولة، وغالبا ما تكون المستشفيات والمدارس مهدمة ومهجورة من قبل من يستطيعون إعادتها إلى الحياة، كما يقول الكاتب.

 

تفشي كورونا

ويشير التقرير إلى أن تفشي وباء كورونا فاقم المعاناة التي تطبع الحياة اليومية للنازحين السوريين، فقد سجلت 16 ألف إصابة شمال غرب سوريا، وتم تأكيد أكثر من 160 وفاة جراء الوباء، كما أن ربع من أجروا اختبار الكشف عن كورونا خلال الأسابيع السبعة الماضية كانت نتائج اختباراتهم موجبة، وذلك رغم اتخاذ تدابير صحية من قبل العاملين في المجال الإنساني منذ بداية الوباء.

 

ويعود جاكوبسن لتوضيح أن منظمته حدت من حركة موظفيها في سوريا حتى لا تساهم في نشر العدوى، وزادت من نقاط توزيع المؤن في مخيمات النازحين لتجنب تجمع الحشود، كما زادت نقاط توفير المياه "لتسهيل غسل اليدين".

 

وشدد نائب مدير كير على ضرورة فتح معبر مع تركيا لمساعدة ملايين النازحين، خاصة أن حوالي ألف شاحنة تحمل المساعدات الإنسانية تصل تلك المخيمات شهريا عبر معبر باب الهوى دون الحاجة إلى موافقة نظام الأسد.