الأثنين 2021/08/30

يوم المختفين قسراً.. سوريون ينتظرون “رنين الهاتف” لمعرفة مصير أبنائهم

في اليوم العالمي للمختفين قسراً، لا يزال مصير عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون نظام الأسد مجهولاً، فيما يطالب المجتمع الدولي بشكل مستمر بالكشف عنهم، وتكافح بدورها عائلاتهم لإيصال قصصهم إلى العالم كي لا تُمحى قضيتهم من الذاكرة.

 

وتجمع العشرات من عائلات المعتقلين والمختفين في الوقفة التي أقامتها منظمات من المجتمع المدني السوري في العاصمة الألمانية برلين، بمناسبة اليوم العالمي للمختفين قسراً. وجاء في بيان نشرته "حملة سوريا" إن العائلات السورية وضعت اليوم مئات الهواتف الأرضية في ساحة "بيبل بلاس" في برلين، لإظهار حجم معاناتهم وهم ينتظرون رنين الهاتف لتلقي أي أخبار عن مصير أبنائهم المختفين قسرياً. كما حملت العائلات صور أبنائها مع عبارات لتذكير العالم بمأساة بدأت منذ أكثر من 10 سنوات.

 

وذكر بيان اللجنة المنظمة للوقفة، أن "الاختفاء القسري يُستخدم كتكتيك رقابي لنشر الرعب داخل المجتمع السوري وقمع المعارضة، إذ اختفى عشرات الآلاف قسرياً على يد النظام السوري بشكل رئيسي، إضافة إلى جماعات مسلحة أخرى، وليس لدى العديد من عائلاتهم أي فكرة عن مكان احتجازهم أو ما إذا كانوا على قيد الحياة أم لا".

 

وقال مؤسس ومنسق رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا دياب سرية، وهو أحد المشاركين في الوقفة، إن الهدف منها هو التضامن مع أهالي المختفين قسرياً والمعتقلين في سوريا، ولتذكير العالم بقضيتهم.

 

وتحمل الهواتف الأرضية رمزية لجهة انتظار آلاف الأسر لاتصال من أحد أفراد عائلاتهم المختفين، فأثناء الاعتقال يطلب المعتقلون من الأشخاص الموجودين معهم في السجن، حفظ أرقام هواتف عائلاتهم لطمأنتهم بأنهم ما زالوا على قيد الحياة وفي أي سجن هم موجودون.

 

وتهدف الحملة إلى إيصال صوت أهالي المعتقلين للسلطات الألمانية ولكل العالم، ولاقت الحملة تضامناً من قبل الناس الذين كان لديهم الفضول حول ماهية الحملة والفكرة منها، خصوصاً أن منشورات الوقفة كتبت باللغتين الإنجليزية والألمانية.

 

وشاركت في الوقفة منظمات منها حملة سوريا، عائلات من أجل الحرية، رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، رابطة عائلات قيصر ومجموعة مسار.

 

ونقلت وكالة "الأناضول" التركية قصص أهالي عدد من المعتقلين على أيدي النظام، وقالت فاطمة بساس، وهي إحدى المهجرات من إدلب وأم ل4 أطفال، إنها فقدت زوجها وابنها اللذين اعتقلتهما قوات النظام قبل 10 سنوات بعد أن دمرت منزلها. وأضافت أن زوجها وابنها اعتقلهما النظام حين عودتهما من لبنان إلى حمص ولم تسمع أي خبر عنهما بعد ذلك.

 

بدورها، ذكرت هافلي نايف، وهي أم ل4 أطفال، أن زوجها اعتقل من قبل قوات النظام في إدلب ولم تسمع عنه شيئاً منذ 8 سنوات، وقالت: "زوجي اعتقل على حاجز النظام أثناء عودته من العمل"، مشيرة إلى أنها واجهت أوقاتاً صعبة للغاية لكنها على أمل أن تجد زوجها على قيد الحياة.

 

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد كشفت عن أكثر من 131 ألف شخص محتجز في سجون نظام الأسد ولا يزال مصيرهم غير معروف، مضيفةً أن قوات النظام اعتقلت مئات الآلاف من المدنيين خلال الثورة التي بدأت عام 2011، مطالبة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بعقد اجتماع لمناقشة هذه القضية والكشف عن مصير المختفين.

 

وفي 22 كانون الثاني/يناير عام 2021، اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، أن ما تم تحقيقه في ملف تبادل المعتقلين إلى الآن "مخيب للآمال"، ولم يشهد الملف أي تقدم حقيقي. 

 

وفي 18 كانون الأول/ديسمبر من عام 2015، صوت أعضاء مجلس الأمن على مشروع قرار حول "عملية السلام في سوريا" حمل رقم (2254)، ونص المشروع في بنوده على لزوم الإفراج عن المعتقلين السوريين داخل مراكز الاعتقال.