الأربعاء 2022/01/26

وساطة روسية لإعادة العلاقات بين نظام الأسد والرياض

 

كشفت مصادر موالية للنظام عن مساع روسية لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين نظام الأسد والمملكة العربية السعودية. وأوضح «مركز سوريا للتوثيق» الموالي، أن موسكو لم تتوقف عن محاولات إعادة العلاقات بين الرياض ودمشق وأنها زادت من وتيرة محاولاتها مؤخراً.

 

وأشار المركز إلى أن موسكو تقود حالياً مبادرة تقوم على اتخاذ خطوات متبادلة بين البلدين، لإعادة فتح قنوات التواصل والعلاقات الدبلوماسية بينهما. وأضاف أن المبادرة الروسية «تركز على عودة العلاقات بين سوريا والسعودية أكثر من التركيز على عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية والتي تعرقلها قطر. 

 

وحسب المركز، بدأت المبادرة الروسية منذ زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف العام 2021 إلى دول الخليج. وتفسر هذه الأنباء، الزيارة التي أجراها ممثل الرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف في سوريا، إلى الرياض قبل أسبوع، إذ من الواضح أن الزيارة تأتي في هذا الإطار.

 

وعن الوساطة الروسية، يقول الكاتب المختص بالشأن الروسي طه عبد الواحد في حديثه لـ»القدس العربي»: «لا شك بأن روسيا تعمل على تطبيع العلاقات عربياً مع النظام، والأمر لا يتوقف على السعودية، إلا أنه لو تحدثنا بصورة خاصة عن احتمالات تطبيع الرياض مع دمشق لا بد من التذكير بأن الولايات المتحدة وإن أكدت أنها كانت على علم بزيارة وزير الخارجية الاماراتي إلى دمشق، لكنها سارعت وأعادت رسم الخطوط حين قالت إنها لا تريد أن يفسر الأمر على أنه قبول منها للتطبيع مع النظام السوري، وعادت وذكرت بجرائمه وبضرورة التسوية السياسية».

 

ويضيف عبد الواحد، أن السعودية، التي لا تزال الولايات المتحدة الحليف الأهم لها، ستلتزم الموقف الأمريكي أكثر من غيرها، فضلاً عن ذلك فإن أي خطوة من جانب السعودية في أي اتجاه، وليس في موضوع التطبيع مع النظام فقط، أهم بكثير من خطوة تقوم بها الامارات أو دولة عربية أخرى، وذلك نظراً لمكانة السعودية عربياً وفي العالم الإسلامي. وحسب الكاتب، يُفترض أن القيادة السعودية تدرك أن أي خطوة باتجاه النظام من جانبها بصورة خاصة قد تثير استياء الملايين عربياً وإسلامياً، إلى جانب ضررها بعلاقاتها مع واشنطن.

 

وبذلك، يعتقد عبد الواحد أن الرياض لن تقوم بأي خطوة غير مدروسة، ويستدرك: «السعودية إن فكرت بالتطبيع التدريجي مع النظام نزولاً عند الرغبة الروسية، فإنها لا شك تنتظر المقابل». ويتساءل: «ما الذي ستقدمه روسيا لهم»؟، ويجيب: «يمكن القول إنه فعلياً لا شيء لدى روسيا تقدمه للرياض، الأمر إذاً يتعلق بمكانتها عربياً وإسلامياً، وبحرصها على علاقاتها مع واشنطن الحليفة».

 

في المقابل، يشير الصحافي السوري عبد العزيز الخطيب إلى تزامن زيارة لافرنتييف إلى الرياض مع زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى موسكو، ويقول لـ»القدس العربي»: «هنا نستطيع الإشارة إلى ما يشبه المساومة من جانب روسيا». أما المتحدث الرسمي باسم "المصالحة" التابعة للنظام عمر رحمون، فأكد لـ»القدس العربي» دقة ما جاء به المركز من أنباء عن وساطة روسية. وقال: «وفق معلوماتي، التطورات جيدة»، مضيفاً: « وفق قراءتي، لن تقبل السعودية بإعادة العلاقات مع دمشق، إلا بعد ضمان ابتعاد الأخيرة عن الملف اليمني، وعدم الوقوف –حتى إعلاميا- إلى جانب الحوثيين». 

 

وأعادت الإمارات والبحرين علاقاتهما مع النظام لكن السعودية تبدو للآن غير مستعدة للقيام بخطوة مماثلة، وتساندها قطر.