السبت 2017/10/28

وثيقة تكشف تفاصيل خسائر الاحتلال الروسي بسوريا ‎

كشفت وثيقة رسمية مسربة، الجمعة، تفاصيل خسائر الاحتلال الروسي في سوريا.

وبينت وثيقة رسمية أن 131 مدنيا  روسيا على الأقل لاقوا حتفهم في سوريا خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، ويشمل هذا العدد متعاقدين عسكريين، حسب أقارب وأصدقاء القتلى.

ولم تشر الوثيقة، وهي شهادة وفاة صادرة عن القنصلية الروسية في دمشق بتاريخ الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2017، إلى ما كان يفعله المتوفون في سوريا.

ومن خلال مقابلات أجريت مع عائلات وأصدقاء بعض القتلى ومع مسؤولين في بلداتهم أن من بين القتلى متعاقدون عسكريون روس لاقوا حتفهم أثناء قتالهم إلى جانب قوات الأسد الحليف لموسكو.

وتنفي موسكو وجود متعاقدين روس في سوريا والخسائر التي يتعرضون لها، فيما ترغب موسكو بتصوير تدخلها العسكري في سوريا على أنه مهمة سلام ناجحة مع الحد الأدنى من الخسائر.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في بيان له الجمعة: "ليست لدينا معلومات عن المدنيين الذين يزورون سوريا. لذا فإنني أعتبر أن هذا السؤال قد تم تناوله".

وأرسلت تساؤلات إلى مجموعة من المتعاقدين العسكريين الروس العاملين في سوريا من خلال شخص على معرفة بقياداتهم لكنها لم تتلق أي إجابة.

والعدد الرسمي للقتلى العسكريين الروس في سوريا هذا العام هو 16.

وقد يؤثر أي رقم أعلى بكثير من ذلك على سجل فلاديمير بوتين قبل خمسة أشهر على الانتخابات الرئاسية التي من المتوقع أن يخوض غمارها.

وبحسب إحصاء فإن عدد المتعاقدين الروس الذين قتلوا في سوريا هذا العام يصل إلى 26 وذلك استنادا إلى مقابلات مع أقارب وأصدقاء القتلى والمسؤولين المحليين.

ولم تنشر سلطات الاحتلال الروسية علانية أي معلومات هذا العام عن الخسائر في صفوف المدنيين الروس الذين ربما شاركوا في القتال.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن "القنصلية الروسية في سوريا تقوم بواجباتها على أتم وجه فيما يتعلق بتسجيل وفيات المدنيين الروس".

وأضافت أن "البيانات الشخصية التي يتم الحصول عليها في عملية تسجيل الوفيات لا يمكن الكشف عنها علنا بموجب القانون".

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية "ايجور كوناشينكوف" في آب/ أغسطس إن المعلومات عن المتعاقدين العسكريين الروس في سوريا "خرافة"، وأن هناك محاولة لتشويه عملية موسكو لإعادة السلام إلى سوريا".بحسب وصفه.

غير معتاد

قال دبلوماسي روسي يعمل في قنصلية في مكان آخر بالعالم والذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه لأنه غير مخول له التحدث لوسائل الإعلام إن "عدد الوفيات المسجل خلال تسعة أشهر وهو 131 عدد مرتفع بشكل غير معتاد بالنظر إلى العدد المقدر للمغتربين الروس في سوريا".

ورغم عدم وجود بيانات رسمية لعدد الجالية الروسية فإن البيانات المستقاة من الانتخابات العامة الروسية تشير إلى أن نحو 5000 ناخب روسي مسجل في الدولة في 2012 و2016.

وقال الدبلوماسي: "الأمر يبدو كما لو أن الجالية تموت".

وأضاف أن "القنصليات الروسية عادة لا تسجل الأعداد المرتفعة للوفيات إلا في الأماكن السياحية مثل تايلاند أو تركيا".

ويقول مسؤول في القنصلية الروسية بدمشق والذي لم يكشف عن اسمه إن القنصليات الروسية لا تسجل وفيات العسكريين.

والوثيقة القنصلية التي اطلعت عليها رويترز هي "شهادة وفاة" صدرت لتسجيل وفاة سيرجي بودوبني (36 عاما)، وكانت واحدة من ثلاث شهادات وفاة تم الاطلاع عليها.

وتدرج شهادة وفاة بودوبني التي تحمل ختم القنصلية سبب الوفاة على أنه "تفحم الجثة" وبمعنى آخر أنه مات محترقا.

وتشير إلى أنه لاقى حتفه في 28 أيلول/ سبتمبر في بلدة التياس في محافظة حمص والتي شهدت قتالا عنيفا، ولقي عدة متعاقدين روس حتفهم في المنطقة في وقت سابق هذا العام حسبما أبلغ أصدقاؤهم وأقاربهم.