الثلاثاء 2022/07/05

والد أحد ضحايا “التضامن”: أنقذوا المختفين قبل فوات الأوان (فيديو)

طالب والد أحد ضحايا مجزرة حي التضامن في دمشق؛ المجتمع الدولي بإنصاف الضحايا والكشف عن مصير المختفين، وألا تكون المجزرة "مجرد حادثة جديدة" في سجل جرائم النظام السوري.

وكان  فيديو مسرب نشرته صحيفة الغارديان البريطانية في نيسان/ أبريل الماضي؛ قد كشف عن المجزرة التي راح ضحيتها 41 مدنيا، أعدموا وهم مقيدو اليدين ومعصوبو العينين بعد إجبارهم على القفز إلى حفرة كبيرة، ثم تم إضرام النار فيها. ويعود تاريخ الفيديو إلى 16 نيسان/ أبريل 2013.

وقد تم لاحقا التعرف على العديد من الضحايا بعدما كانوا في عداد المفقودين، وبينهم 16 لاجئا فلسطينيا من مخيم اليرموك المجاور.

 

ومن بين الضحايا الذين تم التعرف على هويتهم، اللاجئ الفلسطيني وسيم صيام، الذي طالب والده عمر صيام بـ"العمل على محاسبة مجرمي الحرب وإعادة المختفين قسريا قبل فوات الأوان".

وقال صيام في كلمة مصورة وجهها لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، خلال جلسة نقاش حول سوريا، تحت البند الرابع من جدول أعمال المجلس في دورته الخمسين: "هل ستنصفون ولدي والضحايا الآخرين وتعملون على تحقيق العدالة، أم إن الحادثة ستكون مجرد حادثة جديدة تضاف إلى الأعمال الوحشية التي ارتكبتها قوات النظام السوري؟".

وأضاف في كلمة مصورة ألقاها ممثلا عن مركز العودة الفلسطيني، مخاطبا ابنه: "منذ اللحظة التي خرجتَ فيها من البيت ولم تعدْ، اشتعلتْ في قلوبنا نار فقدكَ، وتغيرتْ حياة العائلة بأكملها، ولم أعد أجدُ إجابات لبناتك عن سبب غيابك"، واصفا الفيديو الذي يوثق المجزرة بأنه "صادم ومفزع".

وقال: "رأيتك معصوب العينين ومقيد اليدين، أجبروك على الركض نحو حفرة الإعدام إلى جانب ضحايا آخرين. كذلك أشعلوا النار في أجسادكم. هذه الجريمة البشعة مخزية".

وخاطب أعضاء مجلس حقوق الإنسان قائلا: "هذه فرصة للفت انتباهكم إلى الإعدامات الجماعية التي وقعت في منطقة التضامن المجاورة لمخيم اليرموك. هناك دليل قاطع على أن عشرات الأشخاص (من اللاجئين الفلسطينيين) من المختفين قسريا منذ عام 2012 قد لاقوا ذات المصير".

وتساءل عمر صيام الذي يقيم الآن في مدينة فرانكفورت الألمانية منذ 2016: "هل سترفعون صوتكم من أجل ابني والضحايا الآخرين، أم ستديرون ظهركم عن مثل هذه الانتهاكات التي ارتكبتها قوات النظام السوري؟".

وأضاف: "آمل أن تتخذوا خطوات جدية وعاجلة لجلب مجرمي الحرب للعدالة، والضغط لإطلاق سراح المختفين قسريا في سوريا قبل فوات الأوان".

 

ووثقت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" وهي منظمة حقوقية إعلامية متخصصة برصد أحوال اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ومركزها لندن، إعدام 16 لاجئاً فلسطينياً على يد قوات النظام السوري في حيّ التضامن، بالإضافة إلى فقدان مئات الفلسطينيين في المناطق المحيطة به.

وقدم مركز العودة الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، تقريراً مكتوباً موسعاً حول مجزرة حي التضامن.

 

وبحسب أرقام الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن النظام السوري ما زال يعتقل قرابة الـ132 ألف شخص منذ آذار/ مارس 2011، بينهم قرابة الـ87 ألف شخص هم في عداد المختفين قسريا.