الأحد 2020/05/10

واشنطن: روسيا ضاقت ذرعاً بالأسد وتبدي مرونة للتعاون معنا

أبدى الموفد الأمريكي الخاص المكلّف بالملّف السوري "جيمس جيفري" تفاؤلاً حذراً بشأن إمكانية التعاون مجدداً مع روسيا لوضع حدّ للحرب في سوريا، مشيراً إلى أن موسكو قد تكون "ضاقت ذرعاً" ببشار الأسد.

وقال جيفري في مؤتمر صحافي مشترك عبر الهاتف مع "هنري ووستر" نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، و"كريستوفر روبنسون" نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا وآسيا: "قد تكون روسيا مستعدة بشكل أكبر الآن، رأينا بعض المؤشرات في الإعلام الروسي وفي تصرّفات روسية معيّنة، لتكون أكثر مرونة بشأن اللجنة الدستورية". وأضاف: "قد يكونون على استعداد مجدداً للتباحث معنا بشأن طريقة لحل المسألة بدون انتصار عسكري، لأنه من الواضح جداً في هذه المرحلة بالنسبة لروسيا أنهم لن يحققوا انتصاراً عسكرياً، بكل تأكيد ليس في أي وقت قريب".

وحول الانتقادات الروسية التي توجّه للأسد، قال جيفري: "لسنا متأكدين من أن الانتقاد الروسي العلني ومن قبل أشخاص قريبين من الرئيس الروسي بوتين للأسد يعكس إرسال إشارات لنا أو للأسد نفسه أو لمساعدة روسيا على بيع سوريا لبعض الدول مثل دول أمريكا اللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط لإعطاء سوريا اعترافاً دبلوماسياً وقبولاً دولياً لتأمين عشرات المليارات من الدولارات لإعادة الإعمار. ما زلنا نسعى لمعرفة خلفية هذا الانتقاد".

وفي ملفّ الخلاف المندلع بين الأسد وابن خاله رامي مخلوف، أكد جيفري أنه "خلاف مهم" كون الأخير يسيطر على الاقتصاد السوري الموازي وحتى الاقتصاد الرسمي. وأضاف أن مخلوف قريب جداً من الأسد ولاعب كبير في الطائفة العلوية التي تحكم في سوريا منذ خمسين عاماً. وقال: "يمكن تفسير هذا الخلاف بطريقتين: الأولى بالقشة التي قصمت ظهر البعير ولا أعتقد ذلك. أتمنى ذلك ولكن ليس الأمر كذلك. والأمر الثاني هو أن هذا الخلاف مؤشر إضافي كسقوط العملة السورية والصعوبات التي تواجهها الحكومة لإدخال شحنات النفط إلى سوريا وكذلك الصعوبات في تأمين الخبز ومواد أخرى للمحلات التجارية حيث إن النظام يخضع لضغط كبير. وربما هذا هو السبب الذي يجعل الروس مهتمين بشكل أكبر بالحديث معنا من جديد حول إمكانية التوصل إلى تسوية".

وأضاف جيفري: "لم نتوصل إلى أي خلاصة ولكن نرى مقاربة استثنائية لأنها تكشف الغسيل الوسخ لأسوأ الأنظمة في القرن الحادي والعشرين". وقال: "قضية الخلاف مع مخلوف بشكل خاص مهمة جداً لأنني رأيت أن هناك جهداً من قبل الحكومة السورية للرد على الضغط الروسي عبر دعوة النظام لتنظيف منزله والبدء بشخص مثل مخلوف. ورأينا كذلك أخباراً وشائعات تقول إن الروس يدعمون هذا الشخص وقلقون حيال ما يقوم به الأسد".

وفي سياق منفصل، قال جيفري: "نرى بعض التحركات الإيرانية حول سوريا من المناطق التي تعرضت لقصف إسرائيلي، ورأينا انسحاباً لبعض الميليشيات المدعومة من إيران بعضهم من حزب الله وبعضهم من دول أخرى ولكن ما لم نره هو أي التزام استراتيجي إيراني بعدم محاولة استخدام سوريا كمنصة انطلاق ثانية لصواريخ طويلة المدى ضد إسرائيل وبعدم تسليم حزب الله أسلحة تهدد إسرائيل.

من جهته، اتهم كريستوفر روبنسون روسيا ونظام الأسد بأنهما يقدمان الدعم المالي واللوجيستي لمجموعة "فاغنر" لدعم عمليات "خليفة حفتر"، وبأن روسيا "تستخدم الصراعات الإقليمية من أجل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية".

وكشف روبنسون أن "روسيا وبالتعاون مع نظام الأسد أرسلت مؤخراً مقاتلين سوريين إلى ليبيا للمشاركة في عمليات فاغنر لدعم الجيش الوطني الليبي". وقال: "هذه المجموعة هي أداة يمكن استخدامها بكلفة قليلة وبمخاطر متدنية"، مؤكداً أن موسكو تواصل دعم الجيش الذي يقوده حفتر.

إلى ذلك أعرب "هنري ووستر" عن عدم ارتياح الولايات المتحدة للعلاقات بين حفتر والأسد. وقال: "هناك أمر آخر مزعج للغاية وهو إقامة حفتر ما يسمى بعلاقات دبلوماسية مع نظام الأسد، وهو جزء من مسألة المرتزقة السوريين على الأقل من جانبه".