الخميس 2020/02/20

واشنطن بوست: كارثة إدلب تطال المنظمات الإنسانية فيها

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً يقول إن منظمات العون الإنساني التي يُفترض أن تقدم المعونات المختلفة لآلاف الضحايا النازحين من إدلب أصبحت تجد صعوبة في إعانة حتى موظفيها الذين يتعرضون للموت والنزوح المتكرر ونقص الأغذية والأدوية والأغطية في برد قارس.

وأضاف التقرير أن العاملين بمنظمات العون الإنساني أصبحوا دون مأوى ويبحثون عن أغطية لأنفسهم في فصل الشتاء القارس هذه الأيام ومواجهة التقدم العسكري لنظام الأسد الذي لا يرحم، ضد الجيب الأخير للمعارضة السورية بعد تسع سنوات من الحرب.

ونقلت الصحيفة عن المدير التنفيذي لـ "منظمة إحسان للإغاثة والتنمية" براء الصمودي قوله إن نحو ثلث عدد الموظفين والمتطوعين بالمنظمة الذين يقارب الألف، نزحوا بسبب القتال على مدار الأشهر القليلة الماضية، لكنهم لم يجدوا مكاناً لإيوائهم حيث ملأ المدنيون اليائسون المنازل والشقق والمساجد والقاعات الرياضية وحتى أسفل الأشجار في المنطقة، واضطر العاملون بالمنظمة لاستخدام مكاتب المنظمة قليلة العدد للنوم والمعيشة.

أعمال الإغاثة مهددة بالتوقف:

وأشار التقرير إلى مقتل مسعفين بعد مساعدتهم ناجين من الأنقاض، وإلى إصابات الأطباء والممرضين أثناء حركتهم جراء القصف أو الغارات الجوية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بغازي عنتاب ديفد سوانسون، إن الأمم المتحدة تعتمد اعتماداً كلياً على أكثر من عشرة آلاف عامل إغاثة في إدلب، وكثير منهم نزحوا، الأمر الذي سيقوّض الاستجابة الشاملة للأمم المتحدة للأزمة الإنسانية بإدلب، مشيراً إلى أن حجم الأزمة يزداد باستمرار.

ووصف بيان أصدره هذا الأسبوع وكيل الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارك لوكوك الأزمة بإدلب بأنها "وصلت إلى مستوى جديد ومروّع".

وذكر التقرير أن العاملين بالإغاثة يفتقرون لكثير من ضروريات العمل والتنقل المرتبطة بجهود الإغاثة واسعة النطاق مثل السفر في قوافل من العربات المدرّعة أو الطائرات المستأجرة لنقلهم من منطقة الأزمة أو بعيداً عن العنف.

عاملون دون مأوى:

وتقول "خطيبة سيد عيسى" المدير العام لـ "منظمة البنفسج"، إن ثلاثة من المسعفين بمنظمتها قُتلوا في يونيو/حزيران الماضي مع أحد المرضى أثناء هجوم لقوات الأسد عندما أصابت غارة جوية سيارة الإسعاف في مدينة معرة النعمان.

وفي الأزمة الحالية، تم تهجير موظفي "البنفسج" ومتطوعيها بمن فيهم رجل كان مسؤولاً عن تأمين السكن لنحو سبعة آلاف عائلة نازحة، وقالت خطيبة عنه إنه كان يعرف كل منزل فارغ، لكنه الآن يقيم في خيمة.

وقالت ست منظمات للإغاثة تقريباً، إن عشرات المتطوعين لديها أصبحوا دون مأوى. وذكرت ميستي باسويل مديرة سياسات الشرق الأوسط للجنة الإنقاذ الدولية "إنترناشونال ريسكيو كوميتي" إن ما لا يقل عن 15% من الموظفين السوريين العاملين في المجموعة أصبحوا نازحين بسبب انعدام الأمن، وقرب الخطوط الأمامية من جهود الإغاثة، واضطرت المجموعة وشركاؤها إلى تعليق الأنشطة في بعض مرافق الإغاثة وقوافل الإسعاف.

ويقول الطبيب بالجمعية الأميركية السورية مازن كيوارا، لقد تم تشريد نحو ألفين من الأطباء والعاملين الطبيين بالجمعية "وليس من السهل العثور عليهم، إنه أسوأ وضع واجهته منذ ثماني سنوات".