الأثنين 2021/10/04

هل يساهم ترحيب أمريكا في نجاح “الدستورية” السورية؟

أبدى أعضاء في "اللجنة الدستورية" السورية، تفاؤلا حذرا إزاء تحقيق تقدم حقيقي في الجولة السادسة من مباحثات الدستور السوري المقررة في 18 تشرين الأول/ أكتوبر، في جنيف.

 

وبعد انقطاع دام 8 أشهر منذ انعقاد آخر جولة في كانون الثاني/ يناير، نجح المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون أخيرا، في الحصول على الضوء الأخضر من النظام والمعارضة لعقد الجولة السادسة.

 

وأعطى إعلان الخارجية الأمريكية عن ترحيبها بتحديد موعد الجولة المقبلة، مؤشرا على دعم دولي لعمل اللجنة، ما يفتح باب التساؤلات واسعا، عن احتمالية تحقيق تقدم حقيقي، وسط حديث عن ضغوط روسية على النظام لدفع الأخير إلى تغيير طريقة تعاطيه في المباحثات، والانخراط في مناقشة ملفات من صلب الدستور.

 

وفي بيان، حثت الخارجية الأمريكية، جميع الأطراف على التفاوض بحسن نية؛ من أجل حل سياسي دائم وعادل للشعب السوري، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.

 

الحل السياسي

وفي هذا السياق، قال الناطق باسم "هيئة التفاوض السورية" وعضو "اللجنة الدستورية"، الدكتور يحيى العريضي: "بحكم عدم توفر أي حل للقضية السورية إلا الحل السياسي، تبقى فرص تحقيق اللجنة الدستورية شيئا، في الجولة المقبلة محتملة".

 

واستدرك في حديثه لـ"عربي21" بقوله: "لكن ارتفاع منسوب الغزل مع النظام، وتكثيف روسيا سعيها لإعادة تدوير النظام، يشجع النظام على الاستمرار في التفلت من العملية السياسية، وبوابتها اللجنة الدستورية".

 

ويتفق مع العريضي، عضو اللجنة الدستورية، بشار الحاج، الذي لم يغلق الباب أمام احتمال تحقيق تقدم حقيقي في الجولة السادسة المقبلة.

 

وقال لـ"عربي21": بعد مدة طويلة من التعطيل، وعدم التقدم في المسار الدستوري على امتداد الجولات الخمس السابقة، لا يمكن الجزم بتغير واضح في هذا المسار.

 

 

 

الاتفاق على منهجية

وأضاف الحاج، أن ما يمكن التعويل عليه في هذه الجولة، هو الاتفاق على منهجية عمل الجولة من وفدي المعارضة والنظام، حيث سيتم نقاش المبادئ السياسية والأساسية، التي تتضمن الصيغة للعقد الاجتماعي، ومن ثم قد تكون هذه الجولة منتجة فعلا.

 

وقال الحاج، إن الاتفاق على منهجية العمل يدفعنا إلى التفاؤل، وخصوصا أن هناك شبه اتفاق دولي على إيجاد حل سياسي من خلال "اللجنة الدستورية"، رغم أن اللجنة لم تنتج شيء للآن.

 

وبذلك، وفق عضو اللجنة، يمكن الحديث عن جولة مختلفة، مختتما: "لكن لا يمكن الجزم بذلك، وقد تكون الجولة ضربة قاضية للمسار السياسي، في حال عدم تحقيق أي تقدم".

 

وحسب مصادر المعارضة، وافق وفد النظام على منهجية عمل ونقاشات اللجنة الدستورية المتعلقة بتسليم مسودات الصياغات الدستورية من ممثلي الأطراف الثلاثة (المعارضة، النظام، الأمم المتحدة) قبل انعقاد اجتماعات الدورة السادسة، وبدء مناقشة مواعيد الاجتماعات القادمة لنهاية العام وخطة عمل اللجنة لإنجاز مهامها.

 

ومن المرتقب أن يتم خلال الجولة السادسة البدء بعملية صياغة المبادئ الأساسية في الدستور. وتتهم المعارضة النظام بتعطيل المسار الدستوري، واستغلاله لتضييع الوقت.

 

يذكر أن بيدرسون، كان قد أكد خلال إعلانه عن توقيت انعقاد الجولة السادسة، أن التحديات ما زالت هائلة أمام العملية السياسية، وأمام إيجاد حوار سياسي حقيقي داخل سوريا، قد يؤدي إلى إصلاح سياسي حقيقي.