الأثنين 2020/07/27

هل حاولت إيران التجسس على قاعدة التنف الأميركية في سوريا باستخدام طائرة مدنية؟

يلقي الكثيرون باللوم على الولايات المتحدة في حادثة اعتراض مقاتلاتها لطائرة مدنية إيرانية، إلا أنه عند إلقاء نظرة فاحصة على شركة "ماهان" وتاريخها سيطرح العديد من علامات الاستفهام حول طبيعة عملها ودورها وفقا لتقرير صحيفة آسيا تايمز الصينية الصادرة بالإنجليزية .

فقد وصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو شركة "ماهان إير" بأنها "شركة طيران إرهابية"، وفي 12 ديسمبر/ كانون الأول 2011، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن وضع الشركة على قوائم الإرهاب، لأنها توفر الدعم المالي والمادي والتكنولوجي لقوات "الحرس الثوري".

ووفقًا للحكومة الأميركية، فقد نقلت شركة ماهان إير عناصر وأسلحة ومعدات وأموال تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني إلى مواقع دولية لدعم الجماعات الإيرانية والميليشيات الإرهابية.

كما تم استخدامها من قبل "الحرس الثوري" الإيراني لنقل الأفراد من وإلى سوريا وإيران للتدريب، كما تستخدم لتسهيل السفر السري لأعضاء الحرس من خلال تجاوز الإجراءات الأمنية العادية وبيانات الرحلات، ونقل المقاتلين والعتاد إلى سوريا لدعم نظام الأسد.

ويرتبط الرئيس الحالي لشركة الطيران والرئيس التنفيذي، حامد عرب نجاد خانوكي، ارتباطًا وثيقًا بـ"الحرس الثوري" الإيراني، وبالتحديد مع "فيلق القدس"، ولذلك فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه عام 2013 لتسهيل شحن البضائع غير المشروعة إلى نظام الأسد على متن طائرات ماهان إير.

كما قامت الشركة مؤخرًا بنقل إمدادات الذهب بين فنزويلا وطهران، وبالنظر إلى سلوكها السابق، فمن المرجح أن الجواسيس والإرهابيين الإيرانيين يذهبون أيضًا إلى فنزويلا على متن طائرات ماهان.

وليست الولايات المتحدة وحدها من حظرت الشركة، فقد حظرت كل من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا جميع الرحلات الجوية الشركة بسبب دعمها للإرهاب والتجسس.

بالنظر إلى ما سبق، فإن حقيقة أن طائرتين من طراز F-15 من القوات الجوية الأميركية انطلقتا من الأردن واعترضتا طائرة ماهان 1152 لمحاولة إجراء فحص بصري عليها أثناء مرورها فوق قاعدة التنف الأميركية في جنوب سوريا ليست مفاجأة، والمثير للدهشة هو أن الإيرانيين كانوا جريئين بما يكفي لتحلق فوق القاعدة في جنوب سوريا، بحسب الصحيفة.

وتساءلت الصحيفة ما الذي يمكن أن يكشف عنه "الفحص البصري"؟ ولماذا قاد طيار ماهان طائرته بطريقة تحاكي مناورة طائرة مقاتلة، مما أدى لإصابة عدد من الركاب؟

قاعدة التنف تضم حوالي 200 جندي أميركي وتم الاحتفاظ بهم في سوريا حتى بعد انسحاب القوات الأميركية، وكما قال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، فإن الوجود الأميركي هناك "لمواجهة النفوذ الإيراني" في سوريا.

ووفقا لموقع "ذي درايف" فقد أقام الجيش الأميركي منطقة عازلة حول قاعدة التنف تمتد نحو 88 كيلومترا في جميع الاتجاهات، يحظر على جميع القوات المتحالفة مع نظام الأسد، بما في ذلك الإيرانيون والروس، التواجد قربها.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من الواضح أن رحلة ماهان الجوية 1152، وفقًا لمسارات الرادار المنشورة، حلقت بوضوح فوق التنف أثناء توجهها من طهران إلى بيروت، وقد أنشأت الولايات المتحدة منطقة محظورة حول القاعدة، فلماذا اختار الطيار المرور منها فوق القاعدة؟

وأضافت إذا كان هذا صحيحًا، فهذا يشير إلى أن الإيرانيين يقومون باستعدادات لمهاجمة التنف بالصواريخ تمامًا مثلما نفذوا هجمات مماثلة في العراق على قاعدة الأسد الجوية، وأن التحليق فوق القاعدة بطائرة ركاب مجهزة بكاميرات وأجهزة الاستشعار سيحدد النقاط الرئيسية داخل المنشأة والتي يمكن أن تصبح عرضة للاستهداف من قبل الميليشيات الموالية لإيران.

وأشارت الصحيفة إلى أن وضع الكاميرات وأجهزة الاستشعار الأخرى على الطائرات التجارية ليس أمراً جديداً، فقد استخدم الروس شركة الطيران الوطنية، إيروفلوت، لهذا الغرض بالتحديد، عندما اتجهت الرحلات التجارية لشركة إيروفوت من موسكو عبر شانون، أيرلندا، وحلقت فوق نيويورك، ونجح الروس في التجسس على القواعد الجوية الأميركية، ومراسي الغواصات وحاملات الطائرات، ومرافق الدفاع والحكومة الحساسة بما في ذلك وكالة الأمن القومي.

وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بيان إن مقاتلة إف-15 تابعة لها كانت "في مهمة جوية روتينية" عندما اقتربت من الطائرة الإيرانية.

وأضافت في بيانها أن عملية "المراقبة البصرية" جرت من مسافة ألف متر "بما يتماشى مع المعايير الدولية"، وتابعت أنه "بمجرد تحديد قائد إف-15 الطائرة باعتبارها طائرة ركاب تتبع ماهان إير ابتعد عن المركبة بشكل آمن تماما".

وأخبر المتحدث باسم القيادة المركزية بيل اوربان أسوشيتد برس أن التفتيش هدفه ضمان سلامة قوات التحالف الأميركية في التنف في سوريا حيث كانت الطائرة تحلق فوق تلك المنطقة.