الأربعاء 2021/07/28

هل تغير الموقف الروسي من الهجمات الاسرائيلية على سوريا؟

 

أجرت القوات الروسية وقوات النظام مناورة عسكرية  لأنظمة صواريخ "بانتسير" المضادة للطائرات والتي يستخدمها النظام في الفترة الأخيرة لصد الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مواقعه.

 

وقال موقع "الربيع الروسي" إن قوات النظام تمكنت من اعتراض 12 صاروخاً من أصل 13، مما يدل، بحسب الموقع، "على قدرة وحدات الدفاع الجوي على التصدي للهجمات، والتي بدأت تضاهي القدرات الروسية من خلال أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، حيث أظهرت حسابات أنظمة الدفاع الجوي السورية خلال التمرين إصابة الأهداف جميعها بشكل دقيق".

 

وأضاف الموقع أن الفرق تدربت على إسقاط الطائرات التي تدخل الأجواء السورية، من خلال أهداف جوية ظهرت بسرعة تحاكي الطائرات الإسرائيلية السريعة التي تضرب بشكل متواصل مواقع سورية.

 

ويعتبر نظام "بانتسير" نظام دفاع جوي أرض-جو قصير ومتوسط المدى، روسي الصنع، مخصص للدفاع عن المنشآت العسكرية ومنشآت التصنيع العسكري الصغيرة ضد الهجوم الجوي.

 

وتأتي التدريبات المشتركة بعد سلسلة هجمات إسرائيلية خلال الأيام الماضية على أهداف تابعة للنظام، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع التابعة للنظام تمكنت في 19 تموز/يوليو من تدمير 7 صواريخ من أصل 8 أطلقتها طائرات إسرائيلية على مواقع جنوب شرقي مدينة حلب، وأن 7 منها دمرت بأنظمة "بانتسير إس" و"بوك إم 2" روسية الصنع، تابعة لقوات الدفاع الجوي السورية.

 

وبحسب مجلة "ميلتاري واتش" العسكرية المتخصصة بالعتاد والسلاح،  شهدت الضربة الجوية التي نفذتها "إسرائيل" على سوريا قبل أيام رد فعل جديد، حيث نشرت قوات النظام أحدث نظام دفاع جوي روسي الصنع "بوك إم 2"، وتمكن من خلالها من إسقاط 4 صواريخ إسرائيلية.

 

يأتي ذلك فيما ظهرت مخاوف في "إسرائيل" من تغيير الاتجاه في موقف روسيا إزاء الهجمات الإسرائيلية في سوريا. وقالت رئيسة قسم السياسة الخارجية بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي ميكي آرونسون في مقال على موقع القناة (12)، إن التسريبات المنسوبة إلى مصادر روسية عن تغير في سياسة بلاده تجاه الهجمات الإسرائيلية على أهداف عسكرية إيرانية في سوريا، "سيزيد من الصعوبات على النشاط الإسرائيلي في الجارة الشمالية".

 

واعتبرت أن "القرار الروسي مرتبط بالتفاهم في المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة، وكأن موقفهما متشابه في هذه القضية، وبالتالي فإنه يمكن لروسيا التصرف بقوة لإحباط الهجمات الإسرائيلية داخل سوريا، من خلال توفير أنظمة متقدمة مضادة للصواريخ، ونصائح الخبراء العسكريين الروس".

 

وأضافت "لعل هذا ما تسعى له الولايات المتحدة من خلال إقامة "سلام صناعي" مع إيران لصالح دفع عجلة المفاوضات النووية". وقالت إن "النشاط الإسرائيلي ضد الأهداف الإيرانية في سوريا طالما أنه غير موجه ضد نظام الأسد، فهو لا يتعارض مع مصلحة روسيا المعنية بالحد من تكثيف تواجد إيران في سوريا، على حساب مكانتها ومكاسبها في الدولة السورية".

 

ونقلت عن جنرال روسي أن "الصواريخ التي أطلقتها إسرائيل في حمص في سوريا الأسبوع الماضي اعترضتها أنظمة روسية، ومع ذلك، فلا يزال الطريق طويلا قبل الإعلان عن قرار بتغيير السياسة الروسية تجاه إسرائيل في الساحة السورية".

 

من جهتها، قالت صحيفة "هآرتس" إن ما أثير عن تشويش الدفاعات الروسية في سوريا على هجوم إسرائيلي هناك، "يعكس عدم رضا موسكو بعد فترة طويلة من الهدوء المصطنع بين الطرفين".

 

وقالت الصحيفة: "حتى الآن من الصعب معرفة الوقائع الحقيقية هذه المرة، طبقا لسياسة الغموض التي تمسكت بها إسرائيل بالنسبة لمعظم الهجمات في سوريا، في جهاز الأمن لا يتطرقون بشكل مباشر لمدى صحة الادعاءات الروسية الجديدة".