الخميس 2020/04/23

هل تعيد أنقرة ترتيب أوراقها مع موسكو وواشنطن بسبب هذين الملفين؟

نشرت صحيفة روسية مقالاً حول مستقبل العلاقة بين أنقرة وموسكو من جهة، وأنقرة وواشنطن من جهة أخرى، على خلفية تأجيل تركيا خطوة نشر منظومة الدفاع الروسية "إس 400".

وقالت صحيفة "غازيتا رو" إن تركيا أجّلت خطوة نشر صواريخ "إس 400" بسبب وباء كورونا، وتساءلت عن إمكانية تخلي أنقرة عن المنظومة، في ظل المستجدات التي فرضها الفيروس على خارطة السياسة الدولية.

ونقلت الصحيفة الروسية عن مسؤول تركي وصفته بأنه "رفيع المستوى" قوله، إن بلاده لم تلغِ قرار نشر المنظومة الدفاعية الروسية، إنما أجّلت تفعيل القرار الذي كان يُفترض أن يكون في نيسان الجاري، نظراً لانتشار "كوفيد19"، كما لفت المسؤول إلى أن "مشاكل فنية لم تحلّ بعد" حالت دون إكمال المهمة، وأرجأتها "عدة أشهر".

وتنقل "غازيتا رو" عن محللين، أن تأخير نشر "إس 400" يمكن أن يمنح تركيا مزيداً من الوقت قبل اتخاذ الخطوة التالية، وعلى الرغم من أن انتشار كورونا قد يبدو السبب الوحيد لإرجاء نشر المنظومة، إلا أن التقارب الأخير بين أنقرة وواشنطن في الملف السوري، يشكل عاملاً آخر كذلك، وفقاً للصحيفة نفسها.

ويقول الدبلوماسي التركي السابق الذي يرأس مركز أبحاث للاقتصاد والسياسة الخارجية في إسطنبول "سنان أولغين" للصحيفة: "الصدمة الاقتصادية من العواقب المحتملة لفيروس كورونا قد تضطر تركيا بالفعل للحصول على بعض التمويل الخارجي في المستقبل. وإذا أزفت مثل هذه الأزمنة، فستتعرض الحكومة التركية لضغوط للتخلي عن إس-400".

إضافة إلى ذلك، فإن العملية التركية ضد قوات الأسد في محافظة إدلب نهاية شباط ومطلع آذار الماضيين، ساهمت في تقارب غير مسبوق بين تركيا والولايات المتحدة، التي لا تزال طامحة بأن تتراجع أنقرة عن خطوة نشر "إس 400"، وحول هذا يقول مدير مجموعة الأبحاث في صندوق "مارشال" الألماني في أنقرة، أوزغور أنلوهيسارسيكلي: "رأوا، في واشنطن، أنهم لم يفقدوا تركيا كلياً بعد، وأن هناك فرصة لأن تتمكن من الابتعاد عن روسيا والاقتراب من الولايات المتحدة".

يشار إلى أن تركيا تعرضت لعقوبات عسكرية واقتصادية من الولايات المتحدة، بسبب شرائها منظومة "إس400" الروسية، والتي تعدها واشنطن "تهديداً" لحلف شمال الأطلسي الذي تشكل تركيا ثاني أقوى الدول فيه، إلا أن أنقرة عزمت على شراء المنظومة وقالت إنها تتفاوض مع موسكو أيضاً لشراء طرازات متطورة من مقاتلات "سوخوي"، في ظل عدم موافقة واشنطن على بيعها منظومة الدفاع "باتريوت" ومقاتلات "إف36".