الجمعة 2021/09/24

هل الانسحاب الأميركي من سوريا هو الخطوة التالية لبايدن؟

 

يرجّح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "كامبريدج"، كريستوفر فيليبس، أن تنسحب القوات الأميركية من سوريا بعد انسحابها من أفغانستان، واصفا ذلك بأنه يقلق أكراد سوريا.

 

ويوضح فيليبس -في مقال له بموقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني- أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وكذلك إنشاء تحالف "أوكوس" (Aukus) الأخير، يشيران بوضوح إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن يضع المنافسة بين القوى العظمى -ولا سيما احتواء الصين- على رأس أولويات سياسته الخارجية، وهذا يعني إنهاء التورط في إرث "الحرب الأبدية" في أفغانستان، وربما سوريا.

 

وأضاف أن انسحاب بايدن من أفغانستان يشير أيضا إلى تفضيله محاربة "الإرهاب" عن بعد، مثلما تفعل أميركا في اليمن وباكستان وأماكن أخرى. وبتوسيع هذا النهج ليشمل سوريا، قد يستنتج بايدن أنه لا يحتاج إلى جنود على الأرض لمنع عودة ظهور تنظيم داعش.

 

صعوبة الوثوق في بايدن

وقال الكاتب إنه رغم مسارعة البيت الأبيض لطمأنة حلفائه الأكراد في سوريا بأنه لن ينفذ انسحابا من سوريا مماثلا للانسحاب من أفغانستان، فإنه من الصعب الوثوق في بايدن الذي غض الطرف عن قتل العديد من مقاتلي "سوريا الديمقراطية" في هجمات تركية الشهر الماضي، وأعطى الأولوية لإنقاذ "أرواح الأميركيين" على حلفائه خلال الانسحاب من أفغانستان.

 

ويستمر فيليبس في إيراد الحجج التي يدعم بها توقعه لانسحاب أميركي من سوريا، قائلا إن بايدن لم يكن مهتما كثيرا بسوريا قط. فرغم موافقته على الحملة ضد داعش عندما كان نائبا للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، فإنه عارض مشاركة أوسع في تلك الحملة.

 

وأضاف الكاتب أن هناك مؤشرات فعلية على أن بايدن سيتخذ موقفا أكثر ليونة مع بشار الأسد، حيث قام مؤخرا بإعفاء صفقة الغاز بين مصر والأردن وسوريا ولبنان من عقوبات قيصر الأميركية.

 

ومع ذلك، يقول الكاتب، هناك أسباب تجعل "قوات سوريا الديمقراطية" متفائلة، حيث سيكون بايدن حذرا حيال المزيد من الانتقادات حول تخليه عن حليف آخر، كما أن الوجود الأميركي في سوريا أقل تكلفة بكثير من وجوده في أفغانستان، ولذلك يواجه بايدن ضغوطا داخلية أقل للانسحاب.