الخميس 2021/10/21

هاربون من الجحيم.. تصاعد الهجرة إلى خارج سوريا

تشير معطيات عدة إلى تزايد وتيرة الهجرة من المناطق السورية المختلفة، وخصوصاً العاصمة دمشق وريفها، باتجاه خارج البلاد، إما تفادياً لأداء الخدمة العسكرية لدى جيش النظام، أو هرباً من الأوضاع المعيشية الصعبة في ظل الغلاء الفاحش في الأسعار ومحدودية الدخل وتفشي البطالة، إضافة إلى النقص الهائل في السلع والخدمات الأساسية، وفي مقدمتها الكهرباء والوقود.

وذكر الناشط محمد الشمالي المقيم في دمشق، أن حركة الهجرة تنشط باتجاه جميع المنافذ الحدودية المحيطة بسورية، وخصوصاً تركيا وأربيل في شمال العراق، ولبنان، كمناطق عبور، على أمل الوصول الى أوروبا، إضافة إلى السفر عبر مطار دمشق، خصوصاً إلى مصر أو بيلاروسيا، التي بات الوصول إليها ومنها إلى بولندا، محل تطلع آلاف الشبان والعائلات في سورية، وفق موفع "العربي الجديد".

وفي السياق، ذكرت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" أن الدفعة الثانية من الشبان من مخيم "النيرب" للاجئين الفلسطينيين في مدينة حلب وصلت، الأحد الماضي، إلى بيلاروسيا من مطار دمشق الدولي، بهدف عبور الحدود البيلاروسية البولندية والهجرة إلى ألمانيا، مشيرة إلى أن الدفعة الأولى من شبان المخيم، والتي بلغ عدد أفرادها 8 أشخاص، وصلت الأسبوع الماضي إلى بيلاروسيا، ومن المفترض أن تكون تجاوزت الحدود البولندية عبر الغابات للوصول إلى ألمانيا.

وأضافت أن "بيلاروسيا أصبحت بوابة النجاة لشباب وعائلات مخيم النيرب للهرب من جحيم الواقع السوري المنهار والمتردي، والذي يواجه أزمات على جميع الصعد"، مشيرة إلى أن تكلفة الهجرة إلى ألمانيا تقدر بحوالي 6 آلاف دولار، منها 3000 دولار للوصول إلى بيلاروسيا شاملة الفيزا والطائرة والفندق، وحوالي 3000 دولار من بولندا إلى ألمانيا، هذا عدا عن إمكانية تعرض المغادرين إلى عمليات النصب والاحتيال من جانب المهربين.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ذكرت، في تقرير لها أمس الأربعاء، أن اللاجئين السوريين العائدين إلى بلادهم يواجهون حالات الاعتقال التعسفي والتعذيب والقتل خارج نطاق القانون.

وتحدث التقرير عن انتهاكات جسيمة من قبل النظام بحق 65 شخصاً من اللاجئين السوريين، العائدين من لبنان والأردن مع أفراد عائلاتهم بين عامي 2017 و2021، مشيراً إلى أن 21 منهم تعرضوا للاعتقال التعسفي، و13 تعرضوا للتعذيب، وتم تسجيل خمس حالات قتل خارج نطاق القضاء، إضافة إلى 17 حالة اختفاء قسري وثلاث عمليات اختطاف وحالة عنف جنسي.

وقالت الباحثة في مجال حقوق اللاجئين والمهاجرين في "رايتس ووتش" نادية هاردمان إن هذه الوقائع عن التعذيب والاختفاء القسري والانتهاكات، التي تعرض لها اللاجئون السوريون العائدون، توضح أن بلادهم ليست آمنة للعودة.