الثلاثاء 2020/05/26

نيويورك تايمز: معتقلو تنظيم الدولة يهددون مهمة أميركا في سوريا

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن حوالي 10 آلاف من مقاتلي تنظيم الدولة المعتقلين في سجون مليشيات "قسد" يشكلون "خطرا كبيرا" على مهمة الولايات المتحدة في شمال شرقي البلاد.

وأوضحت الصحيفة في تقريرها، أنه خلال الشهرين الماضيين، قام مقاتلو التنظيم الذين يحتجون على ظروف احتجازهم، بما في ذلك الانتشار المحتمل لفيروس كورونا، بأعمال شغب مرتين في أكبر معتقلاتهم بالمنطقة وهو سجن الحسكة.

وقال القادة الأميركيون لمحققين من مكتب المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، إن تلك الاضطرابات، رغم إخمادها، تشكل "مخاطر عالية لعمليات هروب جماعية"، حسب التقرير.

وهذه الاستنتاجات بمثابة تحذيرات جديدة ومثيرة للقلق للقوة الأميركية الموجودة في المنطقة، لدحر "الإرهاب".

فهي تواجه بالفعل هجمات متجددة من مقاتلي التنظيم، وضغوطاً من القوات الروسية التي تدعم قوات الأسد، ومخاوف من الإصابة بالفيروس التاجي.

وحتى الآن تم الإبلاغ عن عدد قليل من وفيات كورونا في شمال شرقي سوريا، لم تكن السجون منها. لكن عمال المساعدة الإنسانية يعربون عن مخاوف جدية من حدوث تفش كبير بالنظر إلى تدهور البنية التحتية بالمنطقة والاكتظاظ الشديد في سجونها.

ويقبع في تلك السجون حوالي عشرة آلاف رجل، منهم حوالي ثمانية آلاف من السكان المحليين، وهم سوريون أو عراقيون، والبقية من 50 دولة أخرى امتنعت حكوماتهم الأصلية عن إعادتهم.

عشرات المساجين من أوروبا من دول مثل بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ، لكن أكثرهم ينحدرون من الشرق الأوسط، بما في ذلك مصر وتونس واليمن.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن "قسد" التي تحتجز مقاتلي تنظيم الدولة لا تملك القدرة على التحقيق معهم أو محاكمتهم.

ويرى مسؤولو مكافحة الإرهاب الغربيون أنه كلما طالت فترة احتجاز المقاتلين الأجانب، أصبحوا أكثر تطرفا وزادت احتمالات هروبهم بشكل جماعي.

كما تدير "قسد" أكثر من عشرة مخيمات تأوي عشرات آلاف الأسر النازحة بسبب الاقتتال بمن فيهم زوجات غير سوريات لمقاتلي التنظيم وأطفالهم.

ويشمل ذلك معسكر الهول الذي يقع على بعد حوالي 25 كم جنوب شرق الحسكة ويضم حوالي 70 ألف شخص في ظروف مزرية للغاية.

ويخشى مسؤولو مكافحة الإرهاب من أن تعزز هذه البيئة اتصالات تنظيم الدولة وشبكتها المالية، ناهيك عن كونها مناطق خصبة للجيل القادم من "المتطرفين".

وبعد أشهر من خسارة تنظيم الدولة لآخر معاقله في الباغوز شمال شرقي سوريا، في آذار من العام الماضي، كان مسؤولون أميركيون ومن "قسد"، قد أقروا بأن "قسد" لا يمكنها الحفاظ على الأمن في هذه المنشآت، على المدى الطويل.

وتجسد ذلك الأمر بوضوح بعد فرار نحو 100 عنصر من التنظيم عقب الحملة العسكرية التركية على شمال سوريا، ناهيك عن أعمال الشغب الدموية التي شهدها سجن الحسكة أكثر من مرة، وهو يضم ما بين 4-5 آلاف أسير من التنظيم.

ويقول نيكولاس هيراس، رئيس معهد الأمن في معهد دراسات الحرب في الشرق الأوسط، إن عدد سجناء التنظيم يفوق عدد مليشيات "قسد"، والظروف السيئة بشكل عام في هذه السجون تدفع المعتقلين إلى تحمل مخاطر أكبر للهرب.

ويضيف أن لدى التنظيم أيضا سياسة طويلة الأمد للسعي إلى إخراج مقاتليه من السجن، مما يجعل مرافق "قسد" محط تركيز جهود التنظيم لتجديد صفوفه في سوريا والعراق.

وفي آذار الماضي أبلغ الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية للجيش، الكونغرس، بأن احتجاز المقاتلين الأجانب والمحاولات المستمرة للتطرف في معسكرات النزوح، يمثل جزءا من المشكلة.

وقال الجنرال ماكنزي إن القوات الأميركية وحلفائها يساعدون في التخفيف من مخاطر أمن السجون من خلال تدريب وتجهيز حرس من مليشيات "قسد" والمساعدة في بناء هياكل أكثر أمنا. لكنه وصف تلك الجهود بأنها "إسعافات تكتيكية وليست حلاً طويل الأمد".

واتفق قائد مليشيات "قسد" مظلوم عبدي مع الجنرال الأميركي في ذلك الموقف، وقال في رسالة بعد أول أعمال شغب في سجن الحسكة "يجب على حلفائنا إيجاد حل جذري سريع لهذه المشكلة الدولية".

يشار إلى أن البنتاغون زاد المبلغ الذي يخصصه لإصلاح وتجديد وبناء منشآت احتجاز جديدة من عشرة إلى عشرين مليون دولار.

بالإضافة إلى ذلك، تدفع وزارة الدفاع لمليشيات "قسد" ما بين 500 ألف دولار ومليون دولار كمرتبات للحراس والتكاليف الأخرى، وفقا لمسؤولين في البنتاغون.