الأثنين 2021/01/04

نقص التمويل يعطّل قسم التوليد بمستشفى سرمين شرق إدلب

يواجه القطاع الصحي في المنطقة المحرّرة من محافظة إدلب، مشكلة أساسية تعيق تقدّمه، وهي نقص التمويل، وهو ما يتسبّب بتخفيض خدمات المستشفيات والنقاط الطبية والمراكز، أو إغلاقها وحرمان الأهالي مما توفره لهم من رعاية.

 

وأخيراً، أصبح المستشفى الميداني في مدينة سرمين بريف إدلب الشرقي، أحد ضحايا خفض التمويل، حيث توقّف فيه قسم التوليد والمخاض، إضافة لممرضة الإسعاف، عن العمل، وفق ما أعلن المستشفى على صفحته على فيسبوك مطلع شهر يناير/ كانون الثاني الحالي.

 

وأكّد المكتب الإعلامي في المستشفى، لموقع "العربي الجديد"، أنّ خدماته تقلّصت فقط لتشمل العيادات، بسبب خفض التمويل من قبل الجهة الداعمة للمستشفى، وهو الجهة الوحيدة التي تقدّم الخدمات الطبية لأهالي المنطقة. أمّا العيادات التي بقيت قيد العمل في المستشفى فهي عيادات الداخلية والأطفال والنسائية وخدمة الإسعاف.

 

وأوضح المكتب أنّ الخدمات التي توقّفت هي التوليد الطبيعي، وقبلها تمّ إيقاف كافة العمليات الجراحية التي تُجرى في المستشفى. ويُعدّ إيقاف هذه الخدمات أمراً كارثياً على الأهالي، لصعوبة التنقل والغلاء والفقر.

 

بدوره، قال أحد الأطباء العاملين في المستشفى في حديث لـ "العربي الجديد"، إنّه تمّ تخفيض الدعم للمستشفى، وهو يستقبل ما بين 6 و7 آلاف مراجع شهرياً، ويقدّم خدمة العيادات، منها العيادة الداخلية وعيادة الأطفال، العيادة النسائية العيادة الجلدية واللشمانيا، كما أنه يضمّ قسم إسعاف، يشرف عليه ممرّضو إسعاف وسائق يعملون على مدار الساعة، كما يوجد فيه قسم للقاح.

 

وأضاف الطبيب أنّ خفض التمويل تسبّب بإيقاف قسم التوليد، وإيقاف عمل ممرضة الإسعاف على مدار الساعة، ما سيسبّب معاناة للأهالي والحالات الإسعافية للمريضات، بحال تطلّب الأمر حقنا عضليا لمريضة أو تركيب قسطرة وريدية.

 

وقال الطبيب: "نعمل حالياً على توفير دعم لقسم التوليد والمخاض وإعادة تفعيله من جديد، كما إعادة ممرّضة الإسعاف على مدار الساعة، لتخفيف معاناة الأهالي. ملحق بالمستشفى صيدلية تقدم الدواء مجاناً بحسب توفّره وفقاً لوصفات الأطباء، كما يوجد مخبر يقوم بإجراء التحاليل بشكل مجاني. أمّا العيادة الجلدية واللشمانيا، فتقدّم الخدمات أيضاً بشكل مجاني بالكامل، خاصة لموضوع اللشمانيا، عبر العلاج بالآزوت السائل أو الحقن العضلي بالبلوجانتين، وباقي الآفات الجلدية التي تحتاج إلى هذا النوع من العلاج".

ويقدّم المستشفى خدماته في المنطقة التي يقارب عدد سكانها الـ50 ألف نسمة، وهي تحتاج كثيراً لقسم التوليد والمخاض، إذ سيفرض ذلك على النساء الحوامل التوجّه لمناطق أخرى. وخفضت الجمعية الطبية السورية الأميركية، دعمها للمستشفى بسبب نقص التمويل لديها، وهي تقدّم له الدعم منذ حوالي 5 سنوات.

 

وخلال الفترة الممتدة ما بين إبريل/ نيسان وأكتوبر/ تشرين الأول، وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل ما لا يقل عن 15 من الكوادر الطبية وعشرة من كوادر الدفاع المدني واثنين من الكوادر الإعلامية، كما نفذت قوات النظام وروسيا ما لا يقل عن 500 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية.