الجمعة 2020/11/13

نسب إصابات الساق وبتر الأذرع الأكبر بالعالم.. جهود لبلسمة جراح فاقدي الأطراف شمال سوريا

يحاول ذوو الطفل الرضيع محمد مصيطف مساعدته على التكيف مع طرفيه الصناعيين في إحدى مخيمات ريف إدلب ، حيث يخطو محمد خطواته الأولى قرب خيمته، ويحدو أباه الأمل بأن يستكمل طفله الصغير العلاج في تركيا بوقت لاحق، كي يتمكن من الحركة والاندماج بين أقرانه الأطفال.

ومؤخرا انشغل الرأي العام العالمي والعربي بقصة الطفل الرضيع السوري مصيطف، الذي ولد فاقدا للأطراف العلوية والسفلية جراء تشوه خلقي، وأثارت صوره مع والده على مواقع التواصل تعاطفا واسعا دفع الحكومة التركية إلى تركيب ساقين صناعيتين له.

لكن خالد المصيطف والد الطفل يعتب على الإعلام والجمعيات الأهلية والمنظمات انشغالها بخبر تركيب الطرفين لابنه فقط، دون مد يد العون له بعد عودته من تركيا إلى المخيم في إدلب، في الوقت الذي يقدم الرجل عبر موقع "الجزيرة نت" شكره للحكومة التركية على معالجة طفله.

حالات بالآلاف

وإن كان الحظ والظروف حالفت -إلى حد ما- الرضيع محمد، فإن 86 ألف سوري أفضت إصابتهم -منذ بدء الحرب في سوريا قبل 9 سنوات- إلى بتر الأطراف، وفق آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية، وينتظرون مد يد العون والمساعدة لهم.

ويوضح تقرير المنظمة أن مليونا ونصف المليون يعيشون مع إعاقات مستديمة، مطالبة المجتمع الدولي بتوسيع نطاق الدعم الذي يقدم لتأهيل المصابين وإعادة دمجهم في المجتمع.

وفي وقت سابق، اعتبر رئيس رابطة الأطباء الدوليين، مولود يورت سفن، أن نسب إصابات الساق وبتر الأذرع في سوريا هي الأكبر في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

ففي مخيمات الشمال السوري يجلس العشرات ممن أصيبوا ببتر الأطراف، منتظرين يدا تمتد لهم بالعون، في الوقت الذي عمق انتشار جائحة كورونا وانهيار قيمة العملة السورية من جراحهم، التي ولدتها الحرب.

جهود تركية

ومع تحول مواقع التواصل إلى مصدر رئيسي للأخبار ونقل الأحداث، نجح نشطاء وصحفيون سوريون خلال العام الجاري بنقل معاناة عشرات الأسر مع أطفالها ممن يعانون من آثار القصف والمعارك في سوريا على مدار أكثر من 9 سنوات، في الوقت الذي تفاعل مسؤولون أتراك مع هذه الحالات إيجابا بالسماح لعبور تلك الحالات لتلقي العلاج.

وتقوم منظمة "آفاد" (AFAD) التركية بتنسيق عمليات عبور تلك الحالات من الشمال السوري إلى الأراضي التركية، ليتم تلقي العلاج في المستشفيات.

وبحسب الإعلام التركي، فقد تابع وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، بشكل شخصي عدة حالات مرضية لأطفال سوريين من خلال التفاعل على وسائل الإعلام، وأمر بعبور تلك الحالات إلى المستشفيات التركية، آخرها كانت حالة الطفل مصيطف، الذي استقبلته عقيلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واحتفى الإعلام التركي به.

صناعة الأمل

ليس بعيدا عن الحدود السورية التركية، يجتهد غزال هلال المسؤول التقني في إنجاز ساق صناعية محلية الصنع لشاب فقد ساقه جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات المعارك بين المعارضة وتنظيم الدولة في ريف حلب.

وينسق هلال العمل مع 16 عاملا في مركز "الخطوات السعيدة"، الذي يقدم خدماته بالمجان لحالات بتر الأطراف من السوريين، ويشير هلال إلى أن عدد الحالات المستفيدة ما بين 50 و60 حالة شهريا منذ تأسيس المركز عام 2014.

وعن آلية قبول الحالات، يقول هلال لموقع "الجزيرة نت" إن التسجيل يتم عبر نظام حجز الدور من خلال تطبيق واتساب أو صفحة المركز على فيسبوك، والتي تحمل عنوان "صناعة الأمل هدفنا".

لكن المركز يعاني من صعوبات، وفق هلال، أبرزها تعذر صناعة الأطراف العلوية لحالات بتر اليدين والذراعين؛ بسبب ارتفاع الكلفة، وتعذر الحصول على الماكينات الخاصة بها.