الجمعة 2021/06/04

نجل رفعت الأسد يكشف خفايا وفضائح عائلة الأسد من النهب والسرقات والتنكيل بالسوريين

كشف فراس نجل رفعت الأسد، عمّ رئيس النظام بشار الأسد، عن العديد من أسرار وفضائح عائلة الأسد التي تحكم سورية منذ خمسين عاماً.

 

وأشار بشكل خاص، عبر سلسلة منشورات على صفحته في "فيسبوك" الأربعاء، إلى علاقة النظام مع "إسرائيل"، وكشف بالتفصيل عن الصفقة التي خرج بها والده رفعت من سورية عام 1984، إثر صدام مع شقيقه حافظ الذي كان يحكم البلاد، حيث يقيم منذ ذلك الوقت في أوروبا، متنعماً بإمبراطورية مالية تعود أصولها إلى أموال حصل عليها من خزينة الدولة السورية.

 

وكشف فراس عن أنه تعرض للتعذيب وعدة محاولات قتل من جانب والده رفعت، بعضها جرى في مدينة جنيف السويسرية.

 

وقال إن "القشة التي قصمت ظهر البعير" بينه وبين والده، هي أن الأخير كان يطالبه بالاجتماع بمسؤول إسرائيلي سابق في جنيف. وأضاف: "أزيدكم عليها أن رفعت الأسد عندما انتفضت في وجهه ورفضت لقاء الإسرائيلي قال لي: ولك حمار لتكون مفكر النظام ما بيحكي مع الإسرائيليين، لك أنت حمار لهل درجة".

 

كما تطرق فراس إلى فساد والده وحادثة خروجه من سورية في ثمانينيات القرن العشرين، وقال إنه "عندما خرج رفعت الأسد من دمشق بعد الصراع على الخلافة مع أخيه حافظ، خرج ومعه مائة مليون دولار نقداً، ومعه الكثير من الذهب والآثار، وكانت كلها معبأة في حقائب وصناديق خاصة". وأضاف أن والده "لم يرضَ بالخروج من سورية قبل أن يرسل ولده دريد إلى جنيف ليكلمه من هناك، ويؤكد له وصول مائتي مليون دولار تم تحويلها مباشرة من البنك المركزي السوري إلى البنك السويسري، ولولا هذه الأموال التي حولت إلى جنيف، ولولا تلك الحقائب الكثيرة التي سمح له بإخراجها، لما كان رفعت الأسد ليقبل الخروج من دمشق بتلك السهولة".

 

ومن المعلوم أن رفعت الأسد خرج من سورية بصفقة مالية أفرغت الخزينة السورية آنذاك، وتسببت بأزمة اقتصادية خانقة في البلاد، لكنها المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن تفاصيل الصفقة البالغة وفق فراس 300 مليون دولار، إضافة إلى صناديق الذهب والمجوهرات والآثار التي حملها معه رفعت إلى الخارج.

 

وكشف فراس الأسد في منشور آخر نشره أمس الخميس، عن محاولات أبيه رفعت قتل أخيه حافظ بالسم، وأورد اسم شخص يدعى ياسر صنصيل، قال إنه الشخص الذي زود رفعت بالسمّ من أجل التخلص من حافظ الأسد.

 

كما كشف عن عدد المرات التي تعرض فيها لمحاولة القتل على يد أبيه أو أعوانه، البالغة ست محاولات، نجا منها كلها بطريقة أو بأخرى، مشيراً إلى تعرضه للتعذيب الشديد على يد أعوان أبيه بعد وصوله إلى جنيف عام 1998، وكيف نجا من الموت في اللحظة الأخيرة بعد تدخل زوجة رفعت التي خشيت تعرض ولدها سوار للمساءلة.

 

وفي سياق تحليله لجرائم نظام الأسد ضد السوريين منذ عام 1970، قال إن "تقديس حافظ الأسد بين العلويين كان جريمة ارتكبها النظام ومشايخ الطائفة بحق العلويين ومن خلالهم بحق سورية كلها". ورأى أن "محرك آلة التقديس كان أجهزة الأمن التي صنعت حلفاً شيطانياً مع رجال الدين العلويين من أصحاب النفوس الصغيرة الذين اشترتهم وسيطرت عليهم بالكثير من الطرق".

 

وقال في منشور آخر: "سوف يأتي اليوم الذي يدوس فيه العلويون على آل الأسد لما فعلوه بهم على مدى خمسين عاماً، وسوف ندوس عليكم جميعنا كسوريين يا أسفل البشر".

 

وأضاف: "كما ساعد في ذلك التقديس حلف آخر نسجته أجهزة الأمن مع رجال الدين من الطوائف الأخرى، وخصوصاً مع مشايخ أهل السنة، الذين كان دورهم التغطية على مسيرة التقديس ومباركتها والتسهيل لها، من خلال إضفاء صفات الأنبياء والقديسين على حافظ الأسد"، حسب تعبيره، مشيراً إلى أن طبقة كبيرة من التجار ورؤوس الأموال رحبت بدولة الفساد الناشئة في سورية آنذاك وتحالفت معها، ولا سيما تجار دمشق وحلب، الذين ساهموا في إضفاء هالة التقديس، لكنه اعتبر أن "أصل التقديس وفصله، هما الدبابة والمدفع والعنف المفرط، والشراسة في التعامل مع المشككين أو الرافضين لحكم الاستبداد".

 

وأضاف أن "تلك الجهود الجبارة للنظام، وعلى جميع المستويات، مع نشر ثقافة الفساد والمحسوبيات والاستزلام في كل مناحي الحياة، أنتجت واقعاً عجيباً في سورية، واقعاً مريضاً ومجتمعاً مشوهاً، فسقطت الأخلاق لدى الكثيرين وتشوهت القيم، وانقلبت المبادئ وتغيرت الثوابت، فأصبح أرذل السوريين هم أسياد البلد، وأصبح الشرفاء لا يجدون مخبأ مناسباً يلجأون إليه".

 

وقال في منشور آخر نشره أمس الخميس أيضاً: "سوف يأتي اليوم الذي يدوس فيه العلويون على آل الأسد لما فعلوه بهم على مدى خمسين عاماً، وسوف ندوس عليكم جميعنا كسوريين يا أسفل البشر".

 

وكان فراس الأسد، ابن عم بشار الأسد، ذكر الإثنين الماضي في منشورٍ نشره على "فيسبوك"، أنه سيكشف معلومات عن عائلة الأسد، قال إنه يقدمها هدية "لأرواح ألف إنسانٍ قتلهم (والده) رفعت الأسد وهم خلف قضبان زنازينهم بلا حول ولا قوة"، مشيراً إلى ما عرفت لاحقاً بمجزرة سجن تدمر، التي أدت إلى مقتل نحو 1500 معتقل في يونيو/حزيران من العام 1980 بحسب مصادر في المعارضة السورية.

 

ومن المعروف عن فراس معارضته للنظام ، إلا أنه بدأ أخيراً في مهاجمة أبيه رفعت ووصفه بالديكتاتور، وعلّق على قيام والده بالإدلاء بصوته في الانتخابات الرئاسية في السفارة السورية بباريس، بقوله: "ديكتاتور ينتخب ديكتاتوراً".

 

ويتهم الكثير من السوريين رفعت الأسد بارتكاب العديد من المجازر والجرائم ضد الإنسانية، لا سيما مجزرة سجن تدمر، ولاحقاً ما عُرفت بمجازر مدينة حماة في العام 1982، والتي يقول بعض المصادر إنها أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص، فيما دُمّر نحو ثلث المدينة.

 

وكان رفعت الأسد قد تولى قيادة قوات "سرايا الدفاع"، وما بات يعرف لاحقاً بالفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام، وأشرف على ما قال النظام وقتها إنه سحق لتمرد قادته جماعة الإخوان المسلمين في مدينة حماة.

 

وفي العام 1984، حاول رفعت الذي كان أيضاً نائباً للرئيس، الانقلاب على شقيقه حافظ الأسد للاستيلاء على مقاليد الحكم، بيد أن تلك المحاولة باءت بالفشل، ليغادر إلى أوروبا حيث أسس هناك إمبراطورية من العقارات في فرنسا وإسبانيا وبلدان أخرى.

 

وما إن فرغ فراس من نشر قصته المطولة الليلة الماضية عبر حسابه على "فيسبوك"، حتى بدأ آلاف السوريين بالتفاعل مع ما تضمنه المنشور من معلومات تُكشَف للمرة الأولى. وسارع السوريون الذين شاركوا المنشور بالآلاف، إلى إبراز العديد من الجوانب الخفية التي كانت طيّ الكتمان، قبل أن تخرج إلى العلن اليوم.