الخميس 2020/02/20

موسكو تطرح على أنقرة خريطة جديدة ومقترحات “مضحكة” بشأن إدلب

كشفت صحيفة "يني شفق" تفاصيل "خريطة جديدة ومقترحات مضحكة"، طرحتها روسيا على الوفد التركي مؤخراً بشأن إدلب.

وأشارت الصحيفة التركية، بحسب ما ترجمه موقع "الجسر ترك"، إلى أن مقترحات موسكو وخريطتها الجديدة نسفت بشكل كلي اتفاق "سوتشي"، وأوعزت بنهاية الحل الدبلوماسي بين الطرفين.

وحول تفاصيل تلك المقترحات، أضافت الصحيفة أن الروس طالبوا بالسيطرة الكاملة على طريقي M5 وM4 الدوليين، وإخلاء نقاط المراقبة التركية في المنطقة، والتخلي عن جبلي التركمان وعقيل الاستراتيجيين بريف إدلب لصالح قوات الأسد والمليشيات الإيرانية.

أما بالنسبة لمصير نحو 4 ملايين سوري في إدلب، أشارت الصحيفة إلى أن الخريطة الجديدة اقترحت إما "سجنهم" داخل منطقة محاذية لحدود هاتاي لا يتجاوز عمقها 5 كيلو مترات، أو تركهم تحت رحمة الروس، ومليشيات إيران، وشبيحة الأسد، وهو أمر غير وارد بالنسبة للأتراك على وجه الإطلاق.

وتابعت أن موسكو أصرّت على وصف المدنيين، الذين نزحوا إلى إدلب هرباً من هجمات النظام وقصفه الذي طال مدناً سورية عدة، بـ "الإرهابيين"، وتبرير قصف النظام المستمر بـ "الحرب ضد الإرهاب"، وذلك في كل مرة طالب فيها الوفد التركي بإيقاف تلك الهجمات.

ووصفت الصحيفة مقترحات الروس بالمضحكة، مشيرةً إلى أن عنادهم ورسائلهم الدالّة على اعتزام مواصلتهم ارتكاب المجازر، أوعزت بنهاية المساعي الدبلوماسية.

كما أكدت أن الوفد التركي برئاسة نائب وزير الخارجية التركي "سدات أونال" رفض تلك الخريطة والمقترحات.

وأضافت أن الوفد التركي أعدّ تقريراً حول المباحثات الأخيرة، سيقدّمه إلى المجمع الرئاسي، وبناءً على نتائج دراسة ذلك التقرير، قد يجري الرئيس التركي "رجب طيّب أردوغان" اتصالاً مع نظيره الروسي "فلاديمير بوتين" إذا ما استدعت الحاجة.

ولفتت الصحيفة الانتباه إلى احتمال عدم إجراء ذلك الاتصال، وتوجيه الأمر بإطلاق عملية إدلب ضد جيش النظام، نظراً لاستحالة القبول بمقترحات الروس البعيدة كلياً عن مطالب الأتراك.

وكان قد أكد أردوغان، أمس الأربعاء، أن بلاده قامت بكافة الاستعدادات اللازمة لتنفيذ خطة عمليتها العسكرية في إدلب، مشيراً إلى أنهم لم يتوصلوا إلى النتائج المرجوة في المباحثات مع الروس، وأن المطالب التركية بعيدة المنال على طاولة المفاوضات.

ووجّه الرئيس التركي تحذيره الأخير إلى نظام الأسد للتراجع إلى حدود اتفاق "سوتشي"، وذكّره بدخوله في أيام المهلة الأخيرة.

وأضاف قائلاً: "عاقدون العزم على جعل إدلب منطقة آمنة بالنسبة لتركيا ولسكان المحافظة مهما كلف ذلك، كما في كل عملية عسكرية نقول: ذات ليلة قد نأتي على حين غرّة".