الأربعاء 2021/03/24

“موسكو تحاول فرض الأسد”.. وترقب لـ “خطة” بايدن تجاه سوريا

لم تحدد الإدارة الأميركية الجديدة بعد كيف تخطط للتعامل مع سوريا، حيث تغرق البلاد في "حرب أهلية" منذ 10 سنوات قتلت وشردت الملايين، وسط محاولات روسية لإقناع العالم بأن الحرب انتهت، وأن الأسد "انتصر"، وفق أسوشييتدبرس.

 

لم يكن للوضع أن يتأزم لولا تدخل روسيا وإيران لمنع سقوط نظام بشار الأسد، الذي شن هجمات كيماوية وبراميل متفجرة، وأطلق حملة تجويع ممنهجة ضد الشعب السوري، لسحق ما بدا على شكل انتفاضة سلمية.

 

ويقول تقرير الوكالة إن تعامل واشنطن مع الحرب السورية سيختبر موقف بايدن من أولوية الشرق الأوسط مقارنة بآسيا، وليس العكس كما تم الترويج له بسبب "تأخر" اتصال بايدن برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو.

 

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تساءلت عن مكانة الشرق الأوسط في أجندة الرئيس الأميركي بسبب هذا التأخر، وإمكانية أن تكون الإدارة الجديدة مهتمة أكثر بمنطقة آسيا مع ما تفرضه العلاقات مع الصين ومعاداتها للمجتمع الدولي.

 

ويشير تقرير أسوشيتد برس إلى أنه  إذا قلصت الولايات المتحدة وجودها في الشرق الأوسط، فإن روسيا وخصوم أميركا عموما، على استعداد للتدخل وتعزيز مكانتهم الإقليمية ومواردهم. "ومن هنا جاءت جولة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في الشرق الأوسط هذا الشهر".

 

رسالة لافروف

يحاول لافروف، وفق أسوشيتد برس، تمرير رسالة مفادها أن العقوبات الأميركية على نظام الأسد المدعوم من روسيا تعرقل الجهود الدولية لإعادة بناء سوريا. 

 

فريدريك هوف، الذي عمل مستشارا ومبعوثا للولايات المتحدة بشأن سوريا في إدارة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، يقول إن رسالة روسيا هي أن "الحرب في سوريا انتهت، وانتصر الأسد، وسيظل الأسد في السلطة طالما أنه يتنفس الأوكسجين".

 

جيمس جيفري، وهو دبلوماسي محترف عمل مع إدارات جمهورية وديمقراطية في البيت الأبيض، كما شغل منصب مبعوث الرئيس السابق، دونالد ترامب، إلى سوريا، يرى بأنه من الضروري أن تحافظ الولايات المتحدة على وجودها في سوريا بحكم "أطماع" موسكو التي لا يمكن أن تخدم إلا النظام الحاكم هناك.

 

ويحذر جيفري من أنه "إذا كان هذا هو المستقبل الأمني للشرق الأوسط، فنحن جميعا في ورطة"، مضيفا أن "هذا ما يدفع إليه بوتين ولافروف".

 

ووفق الوكالة، يبدو أن الشرق الأوسط يعد أولوية بالنسبة لبايدن، بما في ذلك حرب اليمن، والبرنامج النووي الإيراني، لكن لا يبدو الأمر كذلك حتى الآن بالنسبة لسوريا.

 

الانسحاب أم البقاء؟

أما داخل الكونغرس، فتقع سوريا في قلب نقاش محتدم حول ما إذا كان يجب تقليص أو إنهاء السلطات الممنوحة للرؤساء للقيام بضربات عسكرية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.

 

وقال النائب، خواكين كاسترو، وهو ديمقراطي من تكساس، وعضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن الحرب السورية هي التي أشعلت هذا الجدل، عندما بحث الرئيس، باراك أوباما، لأول مرة في شن ضربات عسكرية هناك. 

 

وجاءت إحدى إشارات بايدن العلنية القليلة عن سوريا، الأسبوع الماضي، عندما أدرجها ضمن المشاكل الدولية التي ينبغي على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يفعل المزيد بشأنها.

 

خلال حملة بايدن العام الماضي، صاغ بلينكين الدور العسكري على أنه "نقطة ضغط" في المفاوضات حول التعامل الدولي مع سوريا، بدلا من كونه قوة مستمرة.

 

وبحسب الوكالة، فإن بايدن "يتبع" أوباما وترامب في السعي لتقليل الدور العسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتحويل تركيز السياسة الخارجية للولايات المتحدة إلى آسيا، حيث تظهر الصين أكثر عدوانية.

 

هل تراجع التهديد السوري؟

أصبح بايدن الشهر الماضي سادس رئيس أميركي على التوالي يقصف هدفا في الشرق الأوسط، حيث أصاب ميليشيا متحالفة مع إيران في سوريا كانت قد هاجمت أميركيين وحلفاء للولايات المتحدة في العراق المجاور.

 

وجادل بعض الدبلوماسيين الأميركيين الحاليين والسابقين في شؤون الشرق الأوسط بأن سوريا لا تمثل تهديدا أمنيا كبيرا للولايات المتحدة، وهو ما يتماشى مع أولويات الإدارة الجديدة.

 

يذكر أن روبرت فورد ، سفير إدارة أوباما في سوريا ولديه سنوات من الخبرة الدبلوماسية في المنطقة، خلص في مقال نشرته مجلة فورين أفيرز العام الماضي، إلى أن واشنطن يجب أن تتحرك نحو سحب قواتها من شمال شرق سوريا. 

 

لكن هوف وجيفري، وهما خبيران تعاملا مع الملف السوري ضمن الإدارات السابقة، يجادلون ضد الانسحاب.

 

وقال هوف: "إذا كنت قائدا لداعش الآن، أحاول يائسا تنظيم تمرد للعودة". 

 

ويذكر الخبيران بأن روسيا تسعى إلى استخدام موقفها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لإغلاق طريق المساعدات الإنسانية إلى جزء من سوريا لا يخضع لسيطرة حكومة الأسد المدعومة من روسيا، كما تشير إلى ذلك أيضا، منى يعقوبيان، كبيرة مستشاري سوريا في منظمة العفو الدولية. المعهد الأميركي للسلام.

 

وقالت يعقوبيان إن الحفاظ على البصمة الأميركية في سوريا أو تعزيزها سيكون أمرا مهما  ليس فقط كوسيلة ضغط في المفاوضات السياسية، ولكن أيضا لمحاصرة الوجود الروسي في الشرق الأوسط، ومحاولته تقديم الأسد كلاعب أساسي فيه.