الثلاثاء 2020/07/07

من قتل مرافق “ماهر الأسد” وضباط “المخابرات الجوية” ؟

تداولت مصادر معارضة خلال الأيام الثلاثة الماضية معلومات تتحدث عن مقتل ثلاثة ضباط كبار في النظام بعمليات غامضة، اثنتان منها في دمشق، والثالثة وقعت في محافظة دير الزور.

الحادثة الأولى تم الكشف عنها الجمعة، حيث أكدت مصادر من المعارضة والنظام مقتل العقيد في قوات النظام علي جمبلاط، وهو المرافق الشخصي لماهر الأسد.

وحسب هذه المصادر، فإن جمبلاط، وهو من ريف جبلة، قُتل قنصاً في بلدة يعفور بريف دمشق، وقد أصدرت مجموعة تنسب نفسها للجيش الحر بياناً تبنت فيه اغتياله، لكن هذه المجموعة ليست معروفة ولم تظهر إلا ببيانين سابقين تبنت فيهما اغتيال اثنين من الضباط الصغار في دمشق.

مصادر المعارضة تحدثت الأحد عن مقتل ضابطين كبيرين من ملاك جهاز "المخابرات الجوية" في قوات النظام، أحدهما رئيس فرع الجهاز في محافظة دير الزور، شرق سوريا.

وحسب المعلومات المتداولة فإن العميد بقوات النظام جهاد زعل رئيس فرع المخابرات الجوية في دير الزور، قُتل صباح الأحد في ظروف غامضة، لم يتم التأكد من ملابساتها حتى الآن. وعصر الأحد، نشرت وسائل إعلام خبر مقتل العميد في قوات النظام ثائر خير بيك والعامل في "المخابرات الجوية" قنصاً أمام منزله في منطقة الزاهرة بالعاصمة دمشق.

ولا يعرف الكثير عن العميد خير بيك، لكن من الواضح أنه ينتمي إلى العائلة العلوية، والتي قدمت العديد من الضباط الكبار للنظام.

وتباينت التقديرات تجاه الحوادث الثلاثة، حيث اعتبرها البعض تصفيات داخلية تقوم بها المحاور المتصارعة في النظام، بينما رأى فيها آخرون عمليات تقف خلفها جهات خارجية، خاصة وأن بعض المصادر أكد أن رئيس فرع "المخابرات الجوية" بدير الزور قد قضى نتيجة غارة جوية.

وتسهم هذه الحوادث في زيادة التكهنات حول قرب التوصل إلى اتفاق بين الدول المؤثرة في الملف السوري، حيث يضعها الكثيرون في إطار التخلّص من الضباط الذين يوصفون بأن أيديهم ملطخة بالدماء، بينما يرى آخرون أن هذا التحليل مبالغ فيه، ناهيك عن عدم التأكد من المعلومات المتداولة حول حقيقة وظروف مقتل الضباط الثلاثة حتى الآن.

ويبني أصحاب وجهة النظر الثانية رؤيتهم على أن النظام فقد الكثير من الضباط الكبار خلال السنوات التسع الماضية، لكن ذلك لم يؤدِ إلى تصدع بنيته أو إحداث تغيير بمنهجيته في التعامل مع الثورة والمعارضة، على الرغم من تداول التحليلات نفسها في كل مرة يسقط فيها ضابط مهم من الجيش أو المخابرات.

فبعد مقتل مسؤولي "خلية الأزمة" في دمشق عام 2012، حيث قتل في التفجير الشهير كل من وزير الدفاع بقوات النظام داوود راجحة، ورئيس جهاز الأمن القومي بقوات النظام هشام بختيار، بالإضافة إلى العماد بقوات النظام حسن توركماني وصهر رئيس النظام ومدير المخابرات بقوات النظام آصف شوكت، كما شهدت مدينة دير الزور مقتل ضابطين كبيرين من قوات النظام لاحقاً، هما العميد جامع جامع عام 2013، والعميد عصام زهر الدين عام 2017، وكلها حوادث ما تزال ظروفها غامضة.

سلسلة من حوادث القتل والاغتيال التي طالت العديد من قادة وضباط النظام الكبار، لم تؤدِ إلى أي تغيير يذكر، ما يؤكد حسب الكثيرين أن هذه العمليات هي على الأغلب نتيجة تصفيات تتسبب بها المنافسة بين الأجهزة الأمنية وقادتها، وأحياناً خلافات على بعض الصفقات وعمليات الفساد، وليس بالضرورة أن يكون لها أبعاد سياسية.