الثلاثاء 2020/12/29

مليشيات “نبل والزهراء” تبسط سيطرتها شمالي حلب… وتبحث عن مصادر للتمويل

استولت ميليشيات محلية تابعة لمليشيا حزب الله من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، على الممتلكات التي تعود للنازحين في مناطق ريف حلب الشمالي الخاضعة لسيطرة النظام.

 

ونقل موقع "القدس العربي" عن مصدر من بلدة مسقان شمالي حلب، أن مجموعات عسكرية من نبل وضعت يدها مؤخراً على الأراضي الزراعية والمنازل التي هجرها أصحابها قبيل سيطرة النظام عليها في العام 2016، بعد تحجيم دور المجموعات المحلية (الشبيحة) التي كانت تسيطر على الممتلكات بشكل غير شرعي.

وأوضح المصدر أن المجموعات العسكرية فعلت الشيء ذاته، في كل مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، مرجعاً ذلك إلى غياب المحاسبة من جانب النظام وروسيا، وإلى النقص في التمويل والدعم الإيراني للميليشيات.

 

كما أشار المصدر إلى قيام ميليشيات نبل والزهراء بالتضييق على الأهالي الذين عادوا إلى منازلهم، مؤكداً أن «أي اعتراض من قبل الأهالي على الاستيلاء على الممتلكات ينتهي بالاعتقال والمصير المجهول».

 

وطبقاً للمصدر، فإن الميليشيات تقوم بهدم المنازل المتضررة، لبيع مواد البناء التي تحتويها (حجر بناء، حديد، بلاط) بينما تقوم بإيجار المنازل الصالحة للسكن، بحثاً عن التمويل.

 

وحسب الناشط الإعلامي محمود طلحة، من ريف حلب، فإن الميليشيات التابعة لـ "حزب الله" تتمتع بسطوة كبيرة في المنطقة، نظراً لارتباطها بإيران، إلى جانب ضعف القرار العسكري الروسي في المنطقة. وأضاف في حديث خاص لموقع "القدس العربي" أن ميليشيات نبل والزهراء غضت الطرف عن أفعال الشبيحة المحليين لأنها كانت في حاجة إليهم في المعارك، واليوم مع توقف المعارك بدأت بتحجيم دورهم، من خلال وضع يدها على الممتلكات، وبسط سيطرتها بالقوة. وقال طلحة، إن إطلاق يد ميليشيات نبل والزهراء جاء لمساعدتها على التمويل، بعد تناقص الدعم الإيراني على خلفية الأزمات التي تضرب اقتصاد إيران، وذلك لضمان عدم انفراط عقدها.

 

وتابع قوله: «بأن ريف حلب الشمالي الخاضع لسيطرة النظام يحتضن عدداً كبيراً من الشبيحة المحليين، الذين استولوا على الممتلكات، ونجم عن ذلك أكثر من حادثة اقتتال، وبسبب الحسابات الطائفية، تم إطلاق يد ميليشيات نبل والزهراء في المنطقة، لتكون هي الطرف المسيطر بتوصيات من إيران».

وتقع بلدتا نبل والزهراء على جانب الطريق الدولي الذي يربط حلب بمدينة غازي عينتاب التركية، إلى الشمال من مركز مدينة حلب بنحو 20 كيلومتراً عن مدينة حلب، إلى الشمال، ويحظى «حزب الله» اللبناني بنفوذ واسع فيهما. كذلك، افتتحت ميليشيات «زينبيون» و»فاطميون» و»النجباء» مقار وثكنات ومستودعات في البلدتين، وعلى أطرافهما، كما يقيم «الحرس الثوري» الإيراني نقطة مراقبة على أطراف بلدة الزهراء. وتحظى مدينة حلب وريفها باهتمام واضح من جانب إيران والميليشيات المدعومة منها، وظهر ذلك جلياً في تحول أحياء كاملة شرقي المدينة إلى ما يشبه الثُكنات العسكرية الإيرانية، مثل حي المشهد، والصاخور، وغيره من الأحياء الشرقية لحلب.

 

وإلى جانب ميليشيات نبل والزهراء، تنتشر في حلب ميليشيات مدعومة من إيران، وفي مقدمتها لواء الباقر، الذي يسيطر على أحياء واسعة شرقي حلب، ويتخذ من حي البللورة مقراً له، و"فرقة الفاطميون" و"لواء زينبيون". وتقوم هذه الميليشيات بترويع الأهالي في أحياء حلب، لإرغامهم على بيع ممتلكاتهم بأسعار تعادل ربع سعر العقار الحقيقي، حسبما أكد مصدر مطلع على مجال العقارات في حلب لموقع "القدس العربي".

 

وبين المصدر طالباً عدم الكشف عن اسمه، أنه يكفي وضع «إشارة حجز» على المنزل من قبل أجهزة النظام الأمنية الموالية لإيران، حتى يضطر صاحب المنزل إلى البيع بسعر زهيد، والمشتري شبكات محلية ممولة مرتبطة بمنظمة «جمعية المهدي» الإيرانية. وتتهم الميليشيات بنشر التشيّع على نطاق واسع، من خلال استغلالها لحاجة الأهالي الاقتصادية، وكذلك تحكمها في مفاصل مديرية التربية التابعة للنظام في حلب، المشرفة على المدارس.