الأثنين 2020/12/21

“مليار في الأسبوع”.. الضرائب الروسية تقصف مدارس سوريا

بمناسبة مرور خمس سنوات على التدخل الروسي المسلح في سوريا، عادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" للعواقب المدمرة لهذا التدخل بالنسبة للعديد من المدنيين السوريين، وعلى الاقتصاد الروسي نفسه.

 

التدخل الروسي على وجه الخصوص، اتسم بالقصف العشوائي على المدارس والمستشفيات والأسواق، وعلى البنى التحتية المدنية الضرورية لبقاء المجتمع، تقول المنظمة.

 

ومع دخول روسيا في سوريا عامها السادس، ما يفوق نصف طول حرب الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، وبينما تعاني البلاد من التداعيات البشرية والاقتصادية لوباء كورونا، سيكون دافعو الضرائب الروس محقين في التساؤل عن السبب وراء تراجع اقتصادهم.

 

المنظمة كتبت في الصدد "روبلاتهم الضريبية تُستخدم في قصف المدارس والمستشفيات في سوريا".

 

تقرير هيومن رايتس ووتش، فحص الهجوم الأخير لقوات النظام وروسيا في عملية استمرت 11 شهرًا (من أبريل 2019 إلى مارس 2020) لاستعادة محافظة إدلب.

 

المنظمة قالت إنه كان هناك 46 هجوماً غير قانوني أسفر عن مقتل مدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية وتدميرها.

 

وفي الوقت الذي دخل فيه وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في إدلب في مارس، يجب على الروس أن يضغطوا على حكومتهم للحصول على إجابات قبل استئناف أي قتال، وفق المنظمة.

 

وتضمن التدخل العسكري الروسي في سوريا نشر طائرات هجومية ونقل وطائرات استطلاع بدون طيار وأفراد من القوات المسلحة، بما في ذلك المستشارون العسكريون والمراقبون الجويون الذين ساعدوا في تنسيق وتوجيه الضربات الجوية والقوات الخاصة والشرطة العسكرية. 

 

ودعمت هذه القوات الروسية قوات النظام بضربات جوية، وقدمت دعمًا جويًا وثيقًا لها خلال العمليات البرية، بالإضافة إلى التدريب والمشورة بشأن التكتيكات وعمليات التخطيط.

 

وكشفت المنظمة أنه في حالة واحدة على الأقل، قاد ضابط روسي مؤقتًا فيلقًا كاملاً من قوات النظام، وشمل تنسيق هذا الدعم أعلى مستويات الجيش الروسي ووزارة الدفاع والرئيس فلاديمير بوتين.

 

وفي الأشهر الستة الأولى فقط من التدخل الروسي في سوريا، قال بوتين إن الحرب كلفت البلاد حوالي 33 مليار روبل.

 

بينما قدّرت دراسة أخرى أن تكلفة العمليات تراوحت بين 2.4 و4 ملايين دولار في اليوم، مع مراعاة تكاليف الطلعات، والضربات الجوية، والأفراد، وإمداد القواعد الجوية الروسية.

 

كما قال مسؤول حكومي روسي، طلب عدم الكشف عن هويته، لوسائل الإعلام الروسية، في أواخر عام 2015، إن روسيا كانت تنفق في البداية 244 مليون روبل يوميًا، لكن المبلغ تضاعف تقريبًا إلى 444 مليون روبل يوميًا.

 

ووجد تحليل مفصل، في عام 2015، من قبل "RBK"، وهي مؤسسة مالية للإحصاء، أن كل غارة جوية بلغت تكلفتها ما يصل إلى 5.5 مليون روبل، وبالنظر إلى العدد الكبير من الطلعات الجوية والغارات التي نفذتها القوات الروسية، خلص تحليل RBK إلى أن روسيا أنفقت أكثر من مليار روبل أسبوعيًا على الضربات الجوية وحدها.

 

في الآونة الأخيرة، وجدت دراسة أجراها الحزب الديمقراطي الروسي المتحد "يابلوكو"، عام 2018، أن الحرب كلفت روسيا ما يصل إلى 245 مليار روبل من سبتمبر 2015 إلى مارس 2018، وبلغ مجموع ما أنفقته موسكو على الضربات الجوية والصاروخية وحدها 209 مليارات روبل.

 

موقع المنظمة نقل في السياق شهادة معلمة مدرسة في إدلب، وصفت كيف أطلق تحالف النظام وروسيا صاروخًا أصاب محيط مدرسة خالد بشير حلبية الابتدائية، حيث تدرس، في 5 يناير 2020. 

 

وقالت إنها عندما خرجت مسرعة من المدرسة مع طلابها، "كانوا جميعاً يصرخون باسمي من الخوف" ثم تابعت "لكنني مثلهم، كنت عاجزة، لم يكن هناك شيء يمكنني القيام به من أجلهم"

 

وحطم الانفجار النوافذ وألحق أضرارًا بأبواب مدرستها، وألحق أضرارًا أيضًا بمدرسة ابتدائية أخرى ومدرسة تمهيدية قريبة، فضلاً عن العديد من المنازل المجاورة. وتسببت الغارة بقتل 13 مدنيا وجرح 25 آخرين.

 

ما لم تفهمه المعلمة، هو سبب إطلاق صاروخٍ على مدرستها لعدم وجود مقاتلين أو قواعد عسكرية في المنطقة. 

 

وزعم مسؤولون في النظام وروسيا وقتها إن هجماتهم في إدلب تستهدف "الإرهابيين". 

 

لكن منظمة "هيومن رايتس ووتش" قالت إن المقابلات التي أجرتها مع أكثر من 100 ضحية وشاهد، وتحليلها لعشرات صور الأقمار الصناعية وأكثر من 55 مقطع فيديو، لم يظهر أي دليل على وجود مقاتلين أو أهداف عسكرية في محيط هذا الهجوم أو أي من الهجمات الـ 45 الأخرى التي وثقتها.

 

المنظمة قالت في الصدد: "تشير أبحاثنا إلى أن هذه الهجمات المتكررة على البنية التحتية المدنية في المناطق المأهولة بالسكان، كانت متعمدة، وربما كان الهدف هو حرمان المدنيين من وسائل إعالة أنفسهم وإجبارهم على الفرار".

 

ومع وجود أكثر من 20 مليون روسي يعيشون في فقر وكثير منهم يكافحون للحصول على الرعاية الصحية الأساسية والغذاء والتعليم، "يجب على المواطنين الروس أن يتحدثوا ويقولوا كفى.. لا ينبغي للروس أن يمولوا قتل المدنيين في سوريا"، وفقا لتقرير المنظمة.