الثلاثاء 2018/09/11

مفتي الأسد: المساجد “سبب المشاكل”!

حذر مفتي النظام "أحمد حسون" من المساجد وما يمكن أن تجره على الأوربيين، داعيا إياهم إلى محاصرتها وإغلاقها، لأن "المشاكل" بدأت في سوريا من المساجد، حسب رأيه.

هذه التصريحات الجديدة ل "حسون" نقلها عنه عضو في حزب البديل السويدي المتطرف، الذي زار وفد منه النظام مؤخرا والتقى بعض مسؤوليه، والتقط "صورا تذكارية" معهم، وأخرى فوق مشاهد من خراب البلاد "مطعمة" كالعادة بصور بشار.

وقد رجعت "زمان الوصل" إلى صفحة عضو حزب البديل "مايكل يانسون" الذي كان في الوفد والتقط صورة بجانب "حسون"، حيث امتدح "يانسون" ما سماه دماثة وتفهم "حسون"، كما نوه ب "وضوح المفتي" عندما حذر أمامهم من المساجد في أوروبا، لاسيما تلك الممولة من السعودية وتركيا.

وعبر "حسون" عن قناعته بأن "المشاكل" بدأت في سوريا من المساجد التي تمولها السعودية، ومن هنا فإن على الأوربيين أن يحذروا من هذه المساجد وروادها، وأن يحاصروها بل ويغلقوها، وإلا فإنهم سيواجهون نفس "المشاكل" التي واجهتها سوريا.

اليمين السويدي، الذي شأنه شأن كل اليمين الأوروبي نسي وهو يرسل وفده إلى المفتي، نسي أن أهم ركن في بناء هذا اليمين هو هجومه الدائم على الإسلام ورجال الدين في الإسلام، وتخويفه المستمر للجمهور والرأي العام من "أسلمة" أوروبا على يد أصحاب اللحى .. ولكن يبدو أن لحية تختلف عن لحية.

وعلى أي حال، فليس هذا هو التناقض الرئيس في الزيارة، فهناك تناقض أخطر رماه وفد حزب البديل وراء ظهره، مستغبيا كل أنصاره وأنصار اليمين الأوروبي، وهي التهديدات العلنية والصريحة والموثقة بالصورة والصوت، والتي تم بثها على إعلام النظام، وخرجت من فم "حسون" في خريف عام 2011، وأمام جمع من الناس احتشدوا ضمن ما يسمى "قافلة مريم".

فحينها هدد "حسون" علانية بانتحاريين (سماهم استشهاديين) من سوريا ولبنان ليفجروا أنفسهم في أوروبا.

"حسون" الذي كان يجلس على يمينه حينها "هلال هلال" أرفع مسؤول حزبي ومدني بعد بشار (كان يومها أمينا لفرع حلب لحزب البعث)، مضى يقول: "سنعد استشهاديين هم الآن عندكم .. فبعد اليوم العين بالعين والسن بالسن، والبادئ أظلم وانتم من ظلمتمونا ".

وختم كلامه في هذا الشأن: "لا تقتربوا من بلادنا .. فإن أردتم أن تسعلوا النار في أرضنا فإن الله يحرق أرضكم بالنار".

وبالعودة إلى وفد "حزب البديل" السويدي، فقد جرت زيارة أعضائه إلى النظام في دمشق، قبيل الانتخابات السويدية الأخيرة، التي أظهرت نتائجها حصول أحزاب اليمين المتطرف عموما على مزيد من الأصوات، زادت حصة هذا اليمين في البرلمان، وإن كانت هذه "الزيادة" عموما أقل من خطط وتوقعات اليمين السويدي عموما.

حزب "البديل السويدي" الذي يعد نسخة عن حزب البديل الألماني في اسمه وطروحاته العدوانية، حرص أعضاؤه على "تنويع نشاطات" رحلتهم إلى النظام، فالتقوا أيضا ب "رئيس مجلس الشعب" حمودة الصباغ، وبنائبه "نجدت أنزور" المشهور بتشبيحه الواضح، الذي يصبه غالبا في "قوالب فنية".

كما التقى الوفد بالمعاون البطريركي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس المطران "لوقا الخوري"، الذي يعد وجها من وجوه الكنيسة المؤيدة لبشار، ومدافعا شرسا عن طروحاته ومخولا بتلميع صورته وتقديمه كحام للمسيحيين ومحارب للتطرف.

والتقطت "سانا هيل" الإعلامية السويدية المرافقة لوفد "حزب البديل" صورا لها على إطلال إحدى المناطق التي دمرها النظام قرب العاصمة، كما أخذت لقطة أخرى لها وهي تتبرع بالدم لقوات النظام، ونشرت هذه الصور بكل فخر في صفحتها، إلى جانب صورها مع "حسون "و" الخوري "و" الصباغ "، كما عاينت ذلك" زمان الوصل ".

ورغم أن حزب البديل السويدي لم يحصد سوى أصوات قليلة لأعضائه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فإن "اليمين المتطرف" الذي ينتمي هذا الحزب لطيفه حصل على نسبة أصوات ملحوظة في صناديق الاقتراع، خولت حزب "سفاريا ديموكراتنا" ليحل في المرتبة الثالثة في الانتخابات وبحصيلة قاربت 18 ٪ من أصوات المقترعين، ليحوز على 62 مقعدا في البرلمان السويدي، وبزيادة 13 مقعدا عن الدورة الانتخابية الماضية.