الأربعاء 2021/06/09

مشروعون أميركيون يطالبون بالضغط لإعادة فتح المعابر مع سوريا

بينما يستعد مجلس الأمن للتصويت على تجديد قراره رقم 2533، والذي يسمح حالياً بالتوصيل المؤقت للمساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى الحدودي في شمال غرب سوريا، وجه رؤساء لجان العلاقات الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين رسالة إلى وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، حثوه فيها على بذل جهوده وكل ما بوسعه للضغط على روسيا والصين لتمديد الإذن الممنوح للأمم المتّحدة لاستخدام معبر باب الهوى لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وأن يشمل إعادة فتح معبري باب السلام واليعربية.

 

ووقع على الرسالة كل من رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب عن الحزب الجمهوري، مايكل ماكول، ورئيس مجلس الإدارة عن الحزب الديمقراطي، غريغوري دبليو ميكس، والسيناتوران البارزان، الجمهوري جيم ريش، والديمقراطي بوب مينينديز.

 

ورفض الموقعون التطبيع الدولي مع نظام الأسد مطالبين الإدارة الأميركية بـ "مضاعفة جهودها لمعارضته، ولتنفيذ الصارم لقانون قيصر لحماية المدنيين"، مؤكدين أنه "لا يمكن أن يكون هناك عمل كالمعتاد بينما الأسد القاتل لا يزال في السلطة".

 

وقالت الرسالة إنه "بدون الوصول عبر الحدود، يجب على وكالات الأمم المتحدة الاعتماد على عمليات التسليم عبر الخطوط الخطرة وغير الموثوقة، والتي يمكن لنظام الأسد أن يعرقلها في أي وقت". وأشارت إلى أن "استعادة النطاق الكامل لعمليات المساعدة عبر الحدود أمر أساسي للتخفيف من المزيد من التدهور في هذه الكارثة الإنسانية، ويساعد في صد جهود الكرملين لتقويض قدرة مجلس الأمن الدولي على دعم السلام والأمن الدوليين".

 

13 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات:

وبحسب الرسالة فإن أكثر من 13 مليون سوري بحاجة  إلى مساعدات إنسانية، بينما يعاني أكثر من 12.4 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي، فضلاً عن تسبب جائحة "كورونا"، وسوء الإدارة الاقتصادية المزمن لنظام الأسد، بتفاقم الكارثة الإنسانية.

 

ودعا النواب الأميركيون إدارة بلادهم إلى "العمل مع شركاء ذوي الرأي نفسه للضغط بشكل جماعي على روسيا والصين لعدم استخدام حق النقض لإنهاء الإذن بتسليم المساعدات عبر الحدود"، مؤكدين على أن ذلك يجب أن يكون "أولوية متضافرة للحكومة الأميركية بكاملها".

 

ووصف المشرعون الأميركيون الحملة الروسية لإنهاء إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود بأنها "جزء من جهد أكبر للحفاظ على وصول شرق البحر الأبيض المتوسط، وتشجيع المجتمع الدولي على إعادة تأهيل نظام الأسد، وفتح الباب أمام تمويل إعادة الإعمار الذي من شأنه أن يرسخ نظام الأسد في السلطة، ويؤمن لروسيا موطئ قدم استراتيجي في المنطقة".

 

وأضافوا أنه "في ظل استمرار نظام الأسد والفظائع الروسية والإيرانية، يجب أن نعارض بشدة أي جهود لتطبيع جرائمهم ضد الشعب السوري، وعلى الولايات المتحدة الاستمرار في التأكيد على الانتقال السياسي ووقف إطلاق النار على النحو المطلوب وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، باعتباره المسار الشرعي للمضي قدماً في العملية السياسية والانتقال إلى الديمقراطية في سوريا".

 

وطالب النواب إدارة بايدن بتقديم توضيحات حول عدم فرضها عقوبات على نظام الأسد بموجب "قانون قيصر"، رغم مضي أكثر من مئة يوم على تولي مهامها، موضحين أن إدارة الرئيس السابق ترامب استخدمت "قانون قيصر" لفرض ما مجموعُه ست حزم عقوبات مختلفة على نظام الأسد وداعميه، إلا أن إدارة الرئيس بايدن رفضت فرض أي عقوبات.

 

وأكدت الرسالة أن النواب الموقعين على الرسالة وزملاءهم في "لجنة الدراسة الجمهورية" ملتزمون بالتحقيق والكشف عن أي تخفيف للعقوبات يتم تقديمه لإيران وحلفائها كجزء من جهود الإدارة الحالية لإعادة الانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، بشأن الاتفاق النووي.

 

وكان السفير الأميركي في الأمم المتحدة جيفري بريسكوت كشف أن الولايات المتحدة تعمل على فتح معابر إضافية أمام إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، وليس فقط تمديد آلية إدخالها من معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا.

 

وأضاف بريسكوت أن الإدارة الأميركية والمسؤولين الأميركيين يؤكدون على بذل جهود إضافية لمعالجة مسألة الإغاثة في سوريا.

 

وأشار إلى إعلان بلاده عن تقديم 240 مليون دولار، ليصل حجم المساعدات التي تعهدت بها الولايات المتحدة إلى نحو نصف مليار دولار، ليس فقط لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين عبر المعابر الحدودية وإنما لمساعدة الدول المضيفة.

 

وسلّط بريسكوت الضوء على أهمية المعبر الحدودي "باب الهوى" بين تركيا وسوريا، حيث يمر 1000 شاحنة شهرياً لنقل مساعدات إنسانية خصوصاً لسكان الشمال السوري، موضحاً أن الأمم المتحدة أكدت زيادة حاجة السوريين للمساعدة بنسبة 20 في المئة مقارنة بالعام الماضي، واصفاً المعبر بأنه مسألة حياة أو موت بالنسبة لثلاثة ملايين سوري، محذراً من أن كثيراً من الناس سيموتون إذا أغلق.