الثلاثاء 2021/01/26

مسكن الطوب.. “حلم صغير” للنازحين في الشمال السوري المحرر

للنازحين المقيمين في مخيمات شمال سوريا تطلعات نحو مستقبل خال من التشرد والتهجير، وأمل بالخلاص من العذاب الذي يعيشون فيه وسط خيام تبتلعها الأمطار وتقتلع أوتادها الرياح لتتركهم فريسة للبرد والصقيع. ملابس مبللة وبطون جوعى وأطفال بأحذية مثقوبة، وأحلام صغيرة تأبى أن تموت بامتلاك مسكن يأويهم.

 

المسكن هو حلم يتطلع الكثير من النازحين لتحقيقه والعيش فيه بدلا من البقاء في الخيمة التي لا تختلف عن العراء إلا بغطاء البلاستيك الموضوع عليها.

 

ومع افتقار النازحين للقدرة على الحصول على هذا المسكن أو بنائه، تواصل الكثير من المنظمات الإنسانية بعد توالي الكوارث التي عصفت بالنازحين، العمل على بناء مساكن جديدة، فالطريق طويل وهناك كثير من النازحين تحت الخيام يرجون الخلاص.

 

في منطقة مرج دابق، بالقرب من مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، أطلقت منظمة "أبرار" مشروعا لبناء قرية جديدة، كما أوضح وائل الحلبي، عضو مجلس الإدارة في المنظمة، لموقع "العربي الجديد"، لافتا إلى أن الأمطار والسيول تسببت بدمار في الكثير من المخيمات بمنطقة شمال غرب سوريا، وبحال عملت كل منظمة أو جهة إنسانية على تبني مخيم واستبدلت الخيام بشقق سكنية أو منازل سيتم التوصل لحل لمواجهة هذه الكارثة التي تتكرر في كل فصل شتاء.

 

وقال الحلبي "المشروع أطلق مطلع العام الحالي وسيتم إنهاؤه آخر العام، وهو مقام على أرض تعود ملكيتها للدولة السورية، إذ سيتم بناء أكثر من 100 مسكن عليه، ومساحة كل واحد تصل لنحو 62 مترا مربعا، والغاية منه حماية الإنسان بالدرجة الأولى. المشروع لا يسد الحاجة لكن مع الأعوام قد نصل لإنهاء أزمة السكن في الخيام التي تتسبب الأمطار بغرقها وانجرافها، وسيكون هذا المشروع الجديد مخصصا لمن يقيمون في مخيم عشوائي بالمنطقة ذاتها، وهم نازحون من ريف حلب الجنوبي ومنطقة معرة النعمان، جنوبي إدلب".

 

وتابع الحلبي "انطلقنا بداية بفرش الحصى على ارتفاع 20 سنتيمترا بحسب إرشادات المهندس المشرف على المشروع، لمنع السيول وانجرافات التربة، حيث يصمم كل منزل من غرفتين مع المطبخ والحمام، والعام الماضي أنهينا بناء مخيم، كان المسكن فيه من غرفة واحدة فقط، هذا العام سيعمل المشروع على بناء شقق سكنية، لنحاول تخليص النازحين من العذاب الذي هم فيه، فالشقة ستكون إيجابية جدا".

 

ويرى النازحون أن هذا النوع من المساكن قد يكون خلاصا حقيقيا من أزمة السكن في الخيمة، كما يقول محمد الحسن (51 عاما)، لـ"العربي الجديد"، فالنازح يرى أن وجود جدار يسند إليه ظهره وسقفا يحميه من برد الشتاء لا تستطيع العواصف اقتلاعه هو أول ما يفكر به أي نازح للخلاص من حياة الخيمة وقسوتها، فلا هي تقي من البرد ولا تصمد بوجه الريح.

 

وأشار  محمد حلاج، مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، لـ"العربي الجديد"، إلى أن بناء المساكن هو الحل والخيار الأفضل للخلاص من الأزمات التي تسببها الكوارث الطبيعية للنازحين المقيمين في الخيام، خاصة في المخيمات العشوائية.

 

ووفق إحصائيات فريق "منسقو استجابة سوريا"، تسببت العاصفة المطرية التي ضربت منطقة شمال غرب سوريا بأضرار بالغة لحقت بـ228 مخيما، تأذت بسببها نحو 12 ألف عائلة، حيث تسربت مياه الأمطار لخيامها، بينما جرف قسم منها، ودمرت الرياح أيضا الكثير من هذه الخيام، حيث يقيم في المخيمات بمناطق شمال غرب سوريا قرابة المليون نازح.