الثلاثاء 2020/02/25

مستغلة فقر المدنيين.. إيران تشتري أحياء حلب بربع سعرها

أفادت مصادر إعلامية بأن جمعيات إيرانية تشتري منازل في أحياء حلب الشرقية بأسعار زهيدة مستغلة فقر المدنيين في المنطقة.

ونقل موقع "المدن" عن مصدر على صلة بالعمل في مجال العقارات أن عمليات الشراء تتم لصالح جمعيات إيرانية، مضيفاً أن عدداً من الجمعيات الإيرانية، وفي مقدمتها "جمعية المهدي"، تقوم بشراء المنازل في عموم أحياء حلب، الشرقية منها والغربية، من خلال التعامل مع مكاتب عقارية وسماسرة من الوسط المحلي، وفق ما أخبره أحد السماسرة العقاريين.

وبيّن المصدر أن الفقر الشديد الذي يسود مدينة حلب، زاد المعروض العقاري فيها، لتستغل إيران ذلك بشراء المنازل بأسعار زهيدة، لا تتجاوز ال25 في المئة من القيمة الحقيقية للعقار.

وذكر أن عمليات الشراء تتم بالليرة السورية، حيث تباع المنازل في أحياء حلب الشرقية بأسعار تتراوح بين 7-10 ملايين ليرة سورية، مبيناً أن هذه الأرقام لا تتناسب والقيمة الحقيقية للمنازل، وذلك لدى مقارنة الثمن بقيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، معتبراً أن "من الإجحاف أن تُسعّر العقارات بالليرة السورية التي فقدت الكثير من قيمتها".

وحسب المصدر ذاته، فإن غالبية البيوت التي يتم شراؤها، تُمنح لعائلات المقاتلين في المليشيات المدعومة من إيران، وغالبيتهم من جنسيات غير سورية.

من جانبه، أثار الباحث المختص بالشأن الإيراني مطيع البطين، في حديثه لـ"المدن" جملة من التفسيرات التي دفعت بإيران إلى تسريع وتوسيع عمليات شراء العقارات في مراكز المدن السورية، وتحديداً في حلب. وقال إن التفسير الأول هو أن "إيران تعتقد أن مرحلة إعادة الإعمار قد اقتربت، وهي تسعى إلى فرض واقع ديموغرافي جديد في مدينة حلب التي تعرضت للدمار بنسب عالية، من خلال امتلاكها العقارات، الأمر الذي من شأنه تغيير هويتها".

وأضاف أن إيران تحاول استباق حدوث اتفاق بين الأطراف الفاعلة في الشأن السوري على إخراجها من سوريا، وهي تقطع الطريق على ذلك بشراء العقارات.

وحول تمويل عمليات الشراء هذه، ذكر المختص بالشأن الإيراني أسماء عدد من الشركات التي تقوم بتمويل عمليات الشراء منها، شركة "الأنوار الماسية المحدودة" المملوكة لعائلة "بهمن" الكويتية الشيعية.

دمشق أيضاً!

وإلى جانب حلب، أشار البطين إلى نشاط إيراني مشابه في دمشق، وتحديداً شراء العقارات في أحياء العاصمة الجنوبية.

وأوضح أن أسباب تركيز إيران على مدينتي دمشق وحلب هو أن طهران تتطلع لجعل دمشق عتبة مقدسة ثالثة بعد قم الإيرانية، والنجف العراقية، فيما تركز إيران على حلب بسبب وجود مزارات شيعية فيها، إلى جانب أهميتها السكانية والاقتصادية على المستوى السوري.

وبحسب البطين، فإن الفقر الذي يسود سوريا، يدفع الأهالي إلى بيع ممتلكاتهم دون النظر إلى هوية الطرف المشتري.

جدير بالذكر أن إيران تتبع الأسلوب نفسه في أحياء مدينة دير الزور التي دمرت بقصف قوات النظام وروسيا والتحالف الدولي، حيث تستغل إيران حالة الفقر التي تسود المنطقة لشراء المنازل لتوطين مليشياتها فيها، وذلك لما تشكله مدينة دير الزور من موقع مهم في مشروع "الهلال الشيعي" الإيراني.