السبت 2018/10/27

مساجد الغوطة الشرقية .. إزالة بعد التدمير

منذ سيطرة نظام الأسد وحليفه الروسي على الغوطة الشرقية بداية شهر نيسان الماضي، بدأ بإجراءات على الأرض للتمهيد لتطبيق القانون رقم عشرة الخاص بإعادة الإعمار، والذي سيطبق كمرحلة أولى في حيي جوبر والقابون بشكل كامل وعلى الأحياء المطلة على المحلق الجنوبي من مدن حرستا وعربين وزملكا وعين ترما.

حي جوبر يخسر مساجده

ويعتبر حي جوبر من أهم المناطق التي سيشملها القانون، إذ منعت قوات النظام بعد تهجير فصائل الثوار عودة السكان، وقال الناشط الإعلامي "محمد الدمشقي" للجسر إن قوات النظام بدأت فور سيطرتها على الحي بتجريف المساجد الموجودة بحجة تضررها بالقصف، بالرغم من أن بعضها يتمتع بخصوصية تاريخية كالمسجد العمري المعروف بالمسجد الكبير والذي يعود تاريخ بنائه الأخير لنهايات القرن التاسع عشر، مضيفاً أنها أزالت أيضاً مسجد حرملة بن الوليد ومسجد التقوى ومسجد غزوة بدر والرحمة والقباني، ولم يكتف نظام الأسد بإزالة المساجد المتضررة بشكل كبير بسبب قصفه بل تعداها للمساجد التي يمكن ترميمها.

تجريف لحي القابون بمساجده

لم يختلف الوضع كثيراً في حي القابون إذ إن قوات النظام جرفت أحد عشر مسجداً أهمها المسجد العمري، والذي يعتبر من أقدم مساجد العاصمة دمشق، كما جرفت الأبنية السكنية والمنشآت الصناعية في الأجزاء الشرقية من الحي وفي محيط محطة التحويل الكهربائية وفي حي تشرين، وكانت جرّفت مساحات واسعة في السنوات الأخيرة في المناطق التي كانت تحت سيطرتها، كما أنذرت محافظة دمشق الصناعيين في المنطقة الصناعية بالحي بضرورة الإخلاء والانتقال للمدينة الصناعية في عدرا.

تفجير 4 مساجد بحرستا

كما فجرت قوات النظام مسجد الإيمان في مدينة حرستا تمهيداً لإزالته ليصبح المسجد الرابع الذي تتم ازالته بعد السيطرة على المدينة في المنطقة المطلة على المتحلق الجنوبي وطريق دمشق حمص الدولي، وبدأت بإزالة أشجار الزيتون والأبنية السكنية في عمق كيلو متر من كل جانب.

وتعمدت قوات النظام خلال قصفها للغوطة الشرقية وأحياء دمشق الشرقية استهداف المساجد، ويتجاوز عدد المساجد المدمرة بشكل كلي 60 مسجداً، في حين لا يخلو ما تبقى منها من دمار جزئي تختلف نسبته، وقال الناشط الإعلامي وعضو رابطة الإعلاميين في الغوطة الشرقية "طارق خليل" للجسر إن مسارعة قوات نظام الأسد لتجريف المساجد يأتي في إطار سعيها للتغيير الديمغرافي وإنشاء منطقة خضراء في محيط العاصمة دمشق.