الأحد 2020/08/23

مسؤول في “رأس العين” يوضح لـ”الجسر” سبب انقطاع المياه عن الحسكة

أثار انقطاع المياه عن مدينة الحسكة وأريافها القريبة بشكل كامل منذ عدة أيام، غضباً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي داخل سوريا وخارجها، وسط مطالبات بإيصال المياه إلى المدينة التي تتقاسم السيطرة فيها مليشيات "قسد" ونظام الأسد.

وكان اللافت في انتشار هاشتاغات مثل "الحسكة تموت عطشاً" أن معظم المتفاعلين الذين لا يعرفون حقيقة الأوضاع في المحافظة، سارع إلى تبنّي رواية مليشيات "قسد" بتحميل "الجيش الوطني السوري" في منطقة "رأس العين" التي تغذي الحسكة بالمياه، مسؤولية الانقطاع المتواصل منذ عدة أيام، والذي يتزامن مع شدة حر الصيف وانتشار فيروس كورونا بشكل كبير.

ومن المعلوم أن مدينة الحسكة والمناطق المجاورة لها تعتمد في الحصول على المياه منذ سنوات على ما يعرف باسم "محطة علوك" التابعة لمنطقة رأس العين شمال محافظة الحسكة على الحدود مع تركيا، ولهذا حاول إعلام نظام الأسد ومليشيات "قسد" والإعلام الموجَّه ضد تركيا، تحميل فصائل "نبع السلام" المسؤولية عن قطع المياه.

موقع "الجسر" تواصل مع "عدنان الجدعان" مدير الخدمات بالمجلس المحلي لمدينة رأس العين، للوقوف على أسباب انقطاع المياه عن الحسكة، وقال "الجدعان" في تصريحات خاصة لـ"الجسر" إن "محطة علوك" تحصل على الطاقة الكهربائية المشغّلة للمضخات عن طريق محطتي "الدرباسية" شمال الحسكة، و "سد تشرين" بريف حلب الشرقي، وأكد أن كلتا المحطتين الخاضعتين لسيطرة "قسد" أوقفتا ضخ الكهرباء إلى "محطة علوك"، وبالتالي لم يعد ممكناً ضخ المياه إلى مدينة الحسكة.

وأشار المسؤول في المجلس المحلي لـ "رأس العين" إلى أن قطع الكهرباء لم يؤثر فقط في مسألة ضخ المياه إلى الحسكة، إنما وصل تأثيره إلى انقطاع الكهرباء عن كافة مناطق رأس العين، لافتاً إلى أن استجرار المياه للمناطق القريبة يتم حالياً عن طريق "مولدات محلية" غير قادرة على الضخ بشكل يؤدي إلى وصول المياه إلى الحسكة التي تبعد بنحو 90 كيلو متراً عن رأس العين.

وشدد "الجدعان" على أن عودة الكهرباء إلى "محطة علوك" ستكون كفيلة بعودة ضخ المياه إلى مدينة الحسكة بدون أية عوائق، معبراً عن "التضامن الكامل" مع سكان الحسكة وحقهم في الحصول على المياه.

يشار إلى أن سكان مدينة الحسكة يعتمدون حالياً على مياه آبار غير صالحة للاستخدام البشري، إضافة إلى شراء مياه "الصهاريج" بأسعار مرتفعة جداً حيث تصل قيمة البرميل الواحد (نحو 200 لتر) من المياه إلى 2000 ليرة، في ظل أوضاع إنسانية مزرية يزيد من حدتها ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في المدينة الواقعة شرق سوريا، والمعروفة بقسوة مناخها وسوء الخدمات فيها إلى الحدود الدُّنيا.