الجمعة 2020/06/26

مسؤول أممي يحذر.. إما مساعدات لسوريا أو موجة لجوء جديدة لأوروبا

قال رئيس وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة أمس الخميس إن تزايد اليأس في سوريا قد يؤدي إلى نزوح جماعي آخر ما لم ترسل الدول المانحة المزيد من الأموال للتخفيف من الجوع ويضمن المجتمع الدولي وصول شحنات المساعدات إلى البلد الذي مزقته الحرب.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ، ديفيد بيسلي، أمس الخميس، إنه من الأهمية بمكان مواصلة تدفق المساعدات عبر المعابر الحدودية، في الوقت الذي تكون فيه أعداد متزايدة من الناس "على شفا المجاعة".

وفي حديث له مع وكالة أسوشييتد برس قبل مؤتمر المانحين حول سوريا الأسبوع المقبل، الذي يستضيفه الاتحاد الأوروبي في بروكسل. أشار بيسلي إلى أن المؤتمر يحاول جمع عدة مليارات من الدولارات كل عام للتخفيف من تداعيات الحرب في سوريا التي استمرت 9 سنوات، وشردت ملايين الناس.

وتواجه عملية برنامج الأغذية العالمي في سوريا نقصاً في التمويل قدره 200 مليون دولار هذا العام.

فيما يأتي المؤتمر يوم الثلاثاء المقبل وسط ركود اقتصادي عالمي ناجم عن جائحة فيروس كورونا والانهيار الاقتصادي في سوريا، حيث خرجت العملة المحلية عن السيطرة، كما تفاقمت الاضطرابات الاقتصادية في البلاد بسبب الأزمة المالية في لبنان المجاور، حلقة الوصل الرئيسية لسوريا مع العالم الخارجي.

بدوره، عاد بيسلي وأكّد أنه يجب على المانحين أن يدركوا أن الوضع المأساوي في سوريا التي مزقتها الحرب يمكن أن يؤدي إلى نهر آخر من اللاجئين، كما فعل في عام 2015.

قائلاً: "في ذلك الوقت، وصل مليون لاجئ إلى أوروبا، عبروا بشكل رئيسي من تركيا إلى اليونان، وبدرجة أقل من دول مثل ليبيا إلى إيطاليا، إذا لم تصل المساعدات الكافية إلى سوريا، فإن 6.5 مليون نازح داخليا في البلاد سيفعلون ما يلزم لإطعام أطفالهم، مما يعني أنهم سيهاجرون".

وأضاف "لذا نحتاج إلى معالجة هذا الأمر الآن. وإلا سنكون في وضع مشابه لعام 2015 عندما كانت لدينا هجرة جماعية".

و منذ ذلك الحين أغلق جيران سوريا حدودهم إلى حد كبير ، وأصبح تدفق المساعدات من الدول المجاورة إلى سوريا موضوع مشاحنات سياسية شديدة.

وتوقفت شحنات مساعدات الأمم المتحدة من العراق في وقت مبكر من هذا العام ، بعد أن اعترضت روسيا على قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يسمح باستمرار الشحنات عبر تلك الحدود وخفض عدد نقاط العبور لتسليم المساعدات من أربع إلى اثنتين فقط ، من تركيا إلى الشمال الغربي. وأدى ذلك إلى قطع معظم الأراضي في شمال سوريا عن المساعدات الخارجية.

وينظر مجلس الأمن الآن في مشروع قرار من شأنه إعادة فتح المعبر الحدودي مع العراق لمدة ستة أشهر للسماح بتوصيل المساعدات في الوقت الذي يحارب فيه السوريون وباء كورونا.

وحثت وكالات الإغاثة المجلس على ضمان شريان الحياة للأغذية والخدمات الطبية للعديد ممن يعيشون في مخيمات نزوح مكتظة.

وسيمدد مشروع القرار تفويض المعبرين الحدوديين من تركيا لتقديم مساعدات إنسانية إلى شمال غرب سوريا بشكل رئيسي لمدة عام، حيث يوجد حوالي 4 ملايين شخص محاصرون في المنطقة بسبب هجمات نظام الأسد وحليفه الروسي المتكررة.

ولفت المسؤول الأممي إلى أن جائحة فيروس كورونا ساهمت في تدهور كبير في الأمن الغذائي في سوريا ، حيث يعيش أكثر من 80٪ من السكان في فقر.

وقال بيسلي: "إذن ، يعيش الآن في دولة يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة ، 9.3 مليون شخص ينامون جائعين ، يعانون من انعدام الأمن الغذائي ، كل يوم ، وكل ليلة في سوريا".

"مليون من هؤلاء لا يعرفون من أين سيحصلون على وجبتهم التالية. هم حرفيا على حافة المجاعة".