الأثنين 2019/07/29

مرصد أوروبي: “قسد” ترتكب جرائم حرب بحق السوريين بغطاء من التحالف الدولي

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الإثنين، إن مايسمى بـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق آلاف السوريين شرقي البلاد، بغطاء من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة.

وأضاف المرصد (مقره جنيف)، في تقرير، أن تلك الجرائم مستمرة حتى هذه اللحظة، بدعم وتنسيق غير مبررين من قوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تدعم مليشيات "قسد" عسكريًا منذ تأسيسها.

وأُعلن  تأسيس تلك المليشيات بمدينة القامشلي (شمال شرق سوريا)، في 10 أكتوبر/ تشرين أول 2015.

وقال المرصد الحقوقي إن "معاناة آلاف السوريين في مدينتي الرقة ودير الزور تضاعفت بعد قضاء قوات التحالف الدولي على أفراد تنظيم الدولة، وتولي "قسد" إدارة الجزء الشرقي من سوريا".

وأوضح أن أخطر تلك الانتهاكات حاليًا هو التجنيد الإجباري الذي تفرضه مليشيات "قسد" على المواطنين وبينهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم الـ18 عامًا للمشاركة في الحرب بين تلك المليشيات، وخلفها التحالف الدولي، وبين تنظيم الدولة.

وأضاف أن عناصر "قسد" ينفذون إعدامات بحق المدنيين، بحجة أنهم "يتبعون لتنظيم الدولة، إذ أظهر فيديو مسرب حديثًا من هاتف عنصر بـ"قسد" في أحد سجونها عمليات قتل وتنكيل تطال شبانا من العرب؛ لرفضهم التجنيد الإجباري.

وأظهر الفيديو، الذي نشرته "شبكة أخبار الفرات"(محلية)، إعدام شابين عربيين بطريقة وحشية في المعتقل، ثم التنكيل بجثتيهما.

وكان "الأورومتوسطي" حصل على مقطع فيديو يظهر جنديًا مثلمًا من "قسد" وهو يضرب فتاة ورجلًا بعد تقييدهما وتوجيه الشتائم إليهما؛ لرفضهما الذهاب إلى معسكرات التجنيد الإجباري.

وأشار المرصد الحقوقي إلى مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يعود تاريخه إلى مايو/ أيار 2018، ويظهر أحد أفراد مليشيات "قسد" وهو يعدم رجلًا وزوجته كانا يستقلان دراجة نارية لمجرد مرورهما بجانب جدار كتبت عليه عبارات ضد أحد قيادات المليشيات الكردية.

وأوضح أن المقطع المصور أظهر أحد أفراد "قسد" وهو يتلفظ بشتائم مسيئة للعرب، خلال حديثه بلغة كردية، قبل أن يقتل الزوجين.

وأفاد المرصد بأن مقطع تسجيلي آخر أظهر مقاتلَيْن من مليشيات"قسد" يعذبان مدنييّن اثنين مكبلين، للاعتراف بأماكن تحصن عناصر تنظيم الدولة في مدينة الرقة.

وتابع التقرير أن قوات "قسد" منعت النازحين السوريين، الذين فروا من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، من العودة إلى منازلهم واعتقلت المئات منهم ووضعتهم داخل معتقلات.

ووفق معلومات جمعها المرصد من مؤسسات حقوقية سورية، فإن مليشيات "قسد" عذبت المئات من النازحين بالضرب المبرح والاحتجاز في مراكز غير معدة للتوقيف لأيام طويلة؛ بغرض معرفة أي معلومة عن تنظيم الدولة.

كما وثق المرصد إفادات لمدنيين في تلك المناطق تفيد بقيام مليشيات "قسد" بتغيير ديموغرافية مناطقهم، عبر مصادرة عشرات المنازل في القرى التي دخلتها.

ووصف الباحث القانوني في المرصد "الأورومتوسطي"، محمد عماد، ما يجري في الشرق السوري بأنه أمر خطير وانتهاك فاضح لأبسط الحقوق القانونية التي كفلتها التشريعات الدولية، التي كفلت للمواطنين السوريين في تلك المناطق الحق في حياة كريمة والحرية في التنقل والعيش الآمن والحصول على الخدمات الأساسية.

وشدد عماد على أن الانتهاكات الإنسانية والقانونية وعمليات الإعدام التي يقوم بها أفراد "قسد" والإداريون العاملون في تلك المناطق، تتم خارج إطار القانون وتمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتستوجب مساءلتهم جنائيًا أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وعبر الباحث القانوني عن استهجانه البالغ وقلقه الشديد من موقف الدول المشكلة لقوات التحالف الدولي الداعم لـ "قسد"، والتي ترتكب أبشع الجرائم بحق المواطنين دون أن يتخذ أي موقف لحمايتهم بل على العكس يدعم التحالف تلك القوات بالسلاح.

وطالب المرصد "الأورومتوسطي" مجلس الأمن بالتدخل العاجل لوقف انتهاكات مليشيات "قسد"، والإيعاز إلى التحالف الدولي لوقف الدعم المادي واللوجستي ووقف أشكال التنسيق كافة بينه وبين تلك القوات.

ودعا المرصد الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق خاصة لبحث تلك الانتهاكات والأشخاص المتسببين بها تمهيدًا لتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق مدنيين، بينهم أطفال ونساء.