الأربعاء 2019/10/02

مدير تربية حلب للجسر: أكثر من 90 ألف طفل مهددون بالتسرب والجهل

أعلنت “مديرية التربية والتعليم في حلب” أمس الثلاثاء أنها عدلت عمل المدرّسين في المجمعات التربوية التابعة لها إلى “تطوعي”، بدءاً من العام الدراسي الحالي، بسبب توقف الدعم، وعدم ورود تأكيد أي من الجهات المانحة حوله، مشيرة إلى أنها ستبلّغ المدارس في حال تأكيد دعم أي مشروع من أي جهة.

وقال الأستاذ محمد مصطفى مدير التربية والتعليم في حلب بتصريح خاص لموقع الجسر إن "المديرية أعلنت بدء العمل التطوعي في المدارس والمجمعات ودوائر المديرية، وذلك بسبب توقف الدعم، بعد أن وردتنا إيميلات رسمية من الجهات المانحة والمنظمات الداعمة للمدارس الراعية للتعليم تفيد بوقف الدعم نهائياً عن مديرية التربية والتعليم في حلب".

وأضاف "مصطفى" إن توقف الدعم يشكل تهديداً حقيقياً، ولاسيما بعد قطع رواتب نحو 3500 معلم يتوزعون على 285 مدرسة في أنحاء المحرر في حلب، وأكثر من 90 ألف طالب، مهددون بالتسرب، والتسول، والجهل، وسيصبحون غير قادرين على المساعدة في تنمية وبناء المجتمع، ويهددهم في الانتقال إلى سوق العمل، وسيكونون عبئاً على المجتمع، ما يشكل كارثة حقيقة للطلاب والمجتمع بشكل عام.

وأوضح مدير تربية حلب أن توقف الدعم لا يشمل رواتب المعلمين بل يشمل طباعة الكتب والصيانة والأثاث المدرسي ومستلزمات المدارس الأساسية واللوجستية والتدفئة والقرطاسية، ما يشكل مجموعه مليون دولار شهريا في مدارس حلب ولا يوجد لدينا بدائل على المستوى المحلي لتأمين هذا المبلغ.

وقال مصطفى في تصريحه إنه "ورغم كل الجهود التي بذلتها المديرية ومن يقف معها للتواصل مع المنظمات الدولية والجهات المانحة الا أننا لم نحصل على أي تأكيد لتواصل الدعم ولكن هناك حملات مناصرة ولكنها لم تسفر عن أي شيء يفيد بأن الدعم سيعود إلى المدارس".

وأشار مدير التربية في حلب إلى أن "معالم الكارثة بدأت بالظهور منذ بداية العام الدراسي، وأن المعلمين بدؤوا بالبحث عن مصدر رزق ولا يستطيع أحد أن يلومهم وذلك نتيجة التزاماتهم تجاه أولادهم، في حين تطوع بعض من المعلمين مشكورين، ولكن لا يمكن أن يستمر المعلم بالعمل متطوعا إلى مالانهاية.

وختم "مصطفى" تصريحه بمطالبة الجهات المانحة وكل من له دور في عملية تأمين الدعم بتحمل مسؤولياتهم تجاه الأطفال، مؤكداً أنه من حقهم أن يتعلموا وألا يكونوا ورقة ضغط في المفاوضات والتجاذبات السياسية بسبب مواقف بعض الدول السياسية التي عملت على إيقاف هذا الدعم دون أن يذكر أسماء الدول.

يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي أوقف في أيلول الماضي، الدعم عن مديريات التربية والتعليم في إدلب وحلب، والذي كان مخصصًا لدفع رواتب المعلمين.